الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الالتزام بأدوية الوساوس والاكتئاب من أسباب تعجيل الشفاء

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت حالتي عندما شعرت بدوار، وحاولت أن أتصل بزوجي، وأثناء حديثي له أخبرته أني اليوم أحس بدوار، وقال أنه سوف يأتي ليصطحبني إلى الطبيب، وفجأة أحسست بصعوبة في التنفس، وزيادة في دقات القلب، وشعرت بأنه سوف يغمى علي!

وبعد إجراء الفحوصات اللازمة لم يتبين أن هناك مرضاً عضوياً، وأنها حالة نفسية! ولكني لم آبه بذلك، ثم تطورت الحالة حتى أصبحت لا أنام، وإذا نمت فنومي متقطع، وذهبت إلى عدة مستشفيات وكلها تؤكد لي أنني سليمة عضوياً!

ولكن مخاوفي بدأت تزيد بأنه سوف يحدث لي إغماء، وضيق في التنفس، وصرت حبيسة في المنزل لا أخرج، ودائماً أشعر أنه سوف يحدث لي إغماء! علماً بأن ضيق التنفس، والدوران لازال يلازمني! بعدها ذهبت إلى طبيب نفساني، وكتب لي دواء؛ لأني أخبرته أنني أعاني من الاكتئاب والخوف والوسواس القهري، وأنني لا أستطيع البقاء وحدي أبداً، والدواء هو Salipax ,xanax.

وأنا الآن آخذه من شهر. تحسنت قليلاً، ولكن - يا أخي - عندما أذهب إلى أي مكان ينتابني ضيق في التنفس، وزيادة في ضربات القلب، وأشعر بأنه سوف يغمى علي! ذهبت إلى طبيب آخر، ولكني لم أشرح حالتي له بالضبط، خفت أن يعتبرني مجنونة، وأنني كثيراً أشعر بالوسواس! وكتب لي دواء ففارين، ولكني لم أستخدمه بعد أن شخص حالتي بأني أعاني من الرهاب!

واستمررت على العلاج الأول وهو Salipax ,xanax، سؤالي لكم: هل هذا العلاج مناسب لحالتي؟ وهل أحتاج إلى أدوية أخرى أناقشها مع طبيبي، أم ماذا؟ وهل سأشفى من هذا المرض والخوف الذي أعاني منه؟ ولقد تركت الجامعة؛ لأني لا أستطيع أن أقدم البحث وأناقشه أمام الطالبات؛ لأني أشعر بالخوف، وأرتجف، ودموعي تسقط! لا أعرف لماذا!؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً! وهل القلق يسبب تلك الوساوس؟ إنني أخاف أن أفعل أشياء عندما لا أكون أشعر بنفسي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً: أرجو أن أطمئنك تماماً أن كل الحالات التي تعانين منها (القلق والوساوس، وشيء من الاكتئاب والرهاب) ذات منشأ واحد؛ حيث أن اضطراب مادة السيروتينين في الدماغ هو الذي يؤدي إلى هذه الحالات، فأرجو أن لا تعتقدي أنك تعانين من أمراض مختلفة.

ثانياً: كل المخاوف والرهاب يجب أن يواجه مصدره؛ لأن التجنب سوف يزيد من الحالة .

نعم، نعرف تماماً أن الشخص سوف يعاني كثيراً في البداية، إلا أنه بعد فترةٍ من المواجهة وعدم التجنب سوف تجدين أن الأمور أصبحت طبيعية جداً، وهي بخلاف التصور الأول.

العلاج الدوائي يُعتبر هام وضروري وفعال في نفس الوقت.

الزاناكس يُعطى دائماً لفترة قصيرة لا تتعدى ستة أسابيع بأي حالٍ من الأحوال، حيث أن هذا الدواء بالرغم من فعاليته، إلا أنه ربما يؤدي إلى نوع من التعود أو الإدمان .

السبراليكس يُعتبر علاجاً أساسياً وجيداً، ولكن الدواء الأفضل ربما يكون هو العقار المعروف باسم زيروكسات Seroxat، وجرعته هي 10 مليجرام أولاً، ثم تُرفع هذه الجرعة بعد أسبوعين إلى 20 مليجرام يومياً، ثم إلى 40 مليجرام بعد شهر، وتستمرين على هذه الجرعة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، ثم يمكن بعد ذلك أن تخفض الجرعة بواقع 10 مليجرام كل أسبوعين .

ومن هنا يتضح أن الالتزام بمدة العلاج، والجرعة الصحيحة هو الأساس في الاستفادة من العلاج .

الفافرين دواءٌ لا بأس به أيضاً، خاصةً في علاج الوساوس، إلا أن الزيروكسات يُعتبر هو الأفضل، كما أرجو أن أنصح لك بتمارين الاسترخاء، حيث أنها تقلل من القلق، والتوتر، والمخاوف ( توجد أشرطة وكتيبات في المكتبات تشرح كيفية القيام هذه التمارين ) .

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً