الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالهبوط في آخر أيام الدورة وتكثر الإفرازات البنية، فهل هذا الأمر طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة غير متزوجة، أبلغ من العمر (23) سنة، دورتي منتظمة، وفي بعض الأحيان تتأخر عن موعدها لمدة أقصاها أربعة أيام، ذهبت إلى الطبيبة، وقالت: بأن الأمر طبيعي طالما أنها تأتي كل شهر.

في أول أيام الدورة يكون لون الدم أحمر، ثم يغمق ويتدرج إلى أن يصبح بنياً في آخر أيام الدورة، وألاحظ نزول قطع من الدم متجلطة في أول أيام الدورة، فهل هذا الأمر طبيعي؟

علماً بأنني في وقت الدورة أصاب بالإسهال والآلام في أسفل الظهر والرحم، وأشعر بأن شيئاً يتقطع في رحمي، ولكنه ألم محتمل بنسبة كبيرة، فأنا أستطيع ممارسة نشاطاتي اليومية بشكل طبيعي، ولكن مزاجي يكون سيئاً، وأكون حساسة جداً.

علماً بأنني أصبحت أعاني من الدوخة في وقت نزول الدورة، وأشعر بأن ضغط الدم منخفض، أجريت التحاليل اللازمة منذ سنة، والنتائج كانت سليمة، فلا أعاني من الأنيميا، ومستوى الحديد جيد، كل ما أعانيه هو نقص فيتامين (د) فقط.

بعد انتهاء الدورة أشعر بانتفاخ بسيط في شفرة المهبل، وعادة ما تكون الشفرة اليمنى، وهي عبارة عن نتوء أو انتفاخ حجمه ليس كبيراً، ولكن إذا وضعت إصبعي عليه فإنني أشعر به، وهو في المنطقة العليا من الشفر بجانب البظر، وليس بالقرب من فتحة المهبل، ويختفي هذا الانتفاخ من تلقاء نفسه، ثم يعود مرة أخرى مع الدورة الشهرية، ولا أعلم ما سببه؟ فهل الانتفاخ طبيعي؟ وهل ما ذكرته بشأن دورتي طبيعي؟

كما أنني أرى إفرازات شفافة بعد انتهاء الدورة بأسبوع، وتكون لزجة ومطاطة، ويصاحبها آلام خفيفة تشبه آلام الدورة، فهل هذه الإفرازات خاصة بالتبويض أم الطهر؟ وما نصائحكم في علاج الدوخة وهبوط الضغط أثناء الدورة؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المعروف أن الحالة النفسية تضطرب عند بعض الفتيات في الأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية، فيما يعرف باسم (premenstrual tension syndrome)، بسبب التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى اضطرابات المزاج، والتوتر، وحالة الإسهال التي تعانين منها.

والإفرازات البنية التي تنزل بعد الانتهاء من الدورة أو قبل نزولها، ونزول الدورة أحياناً على شكل كتل متجلطة نتيجة غزارة الدورة، هي: حالة تحدث بسبب بعض الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، نتيجة وجود أكياس وظيفية، أو تكيس على المبايض، ويصبح هرمون استروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيداً، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحياناً، أو يحدث تنقيط، أو نزول إفرازات بنية حسب حالة الخلل الحادث.

وألم الدورة الشهرية (dysmenorrhea)، يحدث بسبب زيادة إفراز هرمون في بطانة الرحم يسمى (بروستاجلاندن)، هذا الهرمون يؤدي إلى تقلصات في عضلة الرحم، فتحدث الآلام التي تعانين منها، وقد تحدث آلام الدورة أيضاً بسبب وجود بعض الأكياس الوظيفية على المبايض، والتي تنتج من عدم خروج أو انفجار بعض البويضات وتجمع السوائل داخلها، وبالتالي يكبر حجمها وتؤدي إلى حدوث بعض الآلام في أثناء الدورة الشهرية.

وعموماً علاج تلك الحالة سواء كانت ألم الدورة، أو الأكياس الوظيفية على المبايض، أو التكيس، هو في تناول حبوب الهرمونات (كليمن) أو (ياسمين)، شريطا كاملا لـ (21) يوما، والتوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه، وذلك لعدة شهور، ثم تناول حبوب (دوفاستون)، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي وجرعتها (10 مج)، تؤخذ قرصا واحدا مرتين في اليوم، من اليوم (16) من بداية الدورة، حتى اليوم (26) من بدايتها، وذلك لمدة من (3 - 6) شهور أخرى؛ حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كذلك يمكنك تناول المسكنات، مثل: أقراص (فولتارين 50 مج)، بعد الأكل ثلاث مرات يومياً، قبل بداية الدورة بيوم واحد، أو أقراص (بونستان 500 مج)، أيضاً ثلاث مرات يومياً، حتى يختفي الألم -إن شاء الله-.

ويمكنك عمل مساج للبطن أسفل السرة باستخدام كمادات ساخنة على البطن, وعمل تمارين رياضية، كما أنه من المتعارف عليه أن قلة النوم، والإكثار من الكافيين كالشاي, القهوة, الشكولاتة، تزيد من انقباضات الرحم، وهذا يؤدي إلى زيادة الألم، وبالتالي النوم العميق، والإقلال من المنبهات مهم جداً للعلاج -إن شاء الله-.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، مثل (total fertility)، مع تناول حبوب (Ferose F)، التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين (د)، 600000 وحدة دولية في العضل كل ستة شهور؛ لأنها مهمة لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والميرامية، وهناك أيضاً حليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً