الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بدأت رحلة معاناة جديدة مع الاكتئاب والتفكير السلبي، أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحبة الاستشارة رقم (2244191)، كتبت لكم عن معاناتي مع وسواس مرض السرطان، بعد ردكم الجميل على استشاراتي شعرت بالراحة لفترة، وشعرت بأنني استطعت التغلب على الوسواس، ولكنني الآن أعاني من الاكتئاب والقلق لأتفه الأمور، أشعر بالضيق في صدري، وأشعر بالخوف من كل شيء، ولا أشعر بالسعادة أبداً، حتى النوم الذي يراه الجميع بأنه وسيلة للهرب من الاكتئاب أنا أشعر بالضيق والخوف منه، فأنا أكره الأحلام، وأغلب الأحلام التي أخاف منها أراها في منامي، والأشياء التي أخاف منها في الواقع أراها في أحلامي؛ لذلك كرهت النوم.

أنا أخاف على أهلي كثيراً، وإذا أردنا السفر أو الخروج أكثر ما أفكر به هو الأفكار السلبية، وأتوقع حدوث أمر سيء.

أنا محبطة وقلقة وأشعر باكتئاب شديد لدرجة البكاء، أخاف من أتفه الأمور، كنت قبل ثلاث سنوات إنسانة سعيدة ومتفائلة وأحب الحياة، لا أفكر بالأمور السلبية أبداً، كنت أمارس هواياتي وأطور ذاتي، فقدت هذه الأشياء، وفقدت الرغبة في ممارسة هواياتي وشراء ما يسعدني.

أكتب لك -يا دكتور- وأنا أبكي لأني لم أكن فتاة سلبية، ولم أكن شخصية مكتئبة إلى هذا الحد، في نفسي الكثير من الأفكار السلبية ولكنني لا أصرح بها، فأنا أخاف التصريح بها حتى لا يفكر أي شخص مثل تفكيري، ولا يعيش ما أعيشه من قلق وخوف واكتئاب.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أُقدِّر مشاعرك جدًّا، وأعرفُ أن الذين يعانون من الوساوس، وخاصة الوساوس السرطانية، يصعب إقناعهم بتطبيق ما ذُكر لهم من إرشاد طبي مهني.

تحسُّنك للحظة أو لفترة قصيرة كان ناتجًا من قراءتك للاستشارة، وهذا قطعًا فيه نوع من الاستبشار الإيجابي، لكن الإشكالية أنك لم تُطبقي ما ذُكر في الاستشارة، وأنا نصحتك بعدم التنقل بين الأطباء، والآن لا أريدك أن تتنقلي بين المواقع التي تقدم الاستشارات الإلكترونية، الأمر واضح وجلي جدًّا، تعاملي مع الأمر حسب ما أوردته لك سابقًا في الاستشارة السابقة: استعمال الدواء، عدم التردد على الأطباء، الصرامة في إدارة الوقت، التفكير الإيجاب، حسن إدارة الحياة بصفة عامة، وهكذا، هذا هو المطلوب.

أنصحك حقيقة وأكرر، ألا تُكثري ولا تتجولي بين المواقع الإلكترونية أو تقرئي كثيرًا عن هذه المخاوف، الأمر واضح وجلي، وكثرة الاستفسارات تزيد من المخاوف وتُشعب الأمور.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً