الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستمتع بدراستي وأطرد الوساوس والرهاب والتوتر!

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب بكلية الطب، كنت أعاني من اضطرابات في الأمعاء وصدور أصوات من داخل بطني يسمعها من حولي، وقولون عصبي.

في إحدى المرات دخلت أحد التجمعات وخرجت مني رائحة كريهة جداً، مما أربكني بطريقة كبيرة جداً.

كنت قد مارست العادة السرية قبل التجمع، وتكرر تلازم الأمرين، الرائحة والعادة عده مرات، وذلك لصغر سني، مما جعلني أصاب بالرهاب والخوف من مخالطة الناس، وحين أخالطهم أصبح دائم التفكير في الخوف من خروج الريح، ولا أسطيع مجالستهم.

ذهبت لطبيب نفسي، وقال: إنها حالة وسواس، وعالجني لمدة عام علاجا دوائياً، وبعد ذلك أصبحت قادراً على تقمص شخصيتين، شخصية تشعر بالشفاء وأخرى ما زالت وسواسية قهرية، والحقيقية لا أستطيع توقف الأفكار، وحين أعد لأمر سأفعله يكون أول شيء أفكر فيه الريح وخروجه وكيف أتجنبه.

أعلم مدى غبائي، ولكني لا أسطيع أن أتوقف عن الأفكار، بين أصدقائي أكون طبيعيا وأنا شخص محبوب، وأصدقائي كثر.

عند تجنب البقوليات واللبن تستريح معدتي جداً.

أصبت قبل ذلك بالشرخ، مما زاد التوتر، والإمساك، والآن لا أعاني منه.

كيف أحب كليتي الطبية ومجالي، وأستمتع بالدراسة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ميدو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، ونحن سعداء بثقتك في إسلام ويب، وأقول لك:

لا تنزعج – أيها الفاضل الكريم – كثير جدًّا من طلاب الطب تنتابهم بعض السمات العصبية التوترية البسيطة، مما قد يولِّد لديهم بعض الظواهر النفسية مثل القلق أو الأعراض النفس جسدية، أو شيء من الوساوس والمخاوف، وهذا هو الذي تعاني منه.

أنا لا أريدك أبدًا أن تضخم هذه الأعراض، لكني أريدك أن تجتهد في تجاهلها، هذا أمر مهم جدًّا، فالأمر لا يتطلب أن تصف نفسك بالغباء، لأن الوساوس كثيرًا ما تكون مُلحة ومستحوذة ومقتحمة للكيان الإنساني.

الذي أود أن أركز عليه معك هو ألا تحاور الوساوس، وألا تناقش الوساوس، كثير من الذين يقعون في هذا الخطأ – وهو الاسترسال في مناقشة الوسواس وحواره ومحاولة إخضاعه للمنطق – لا يوصلهم أبدًا إلى أي نتيجة، إنما يزداد القلق وتزداد الوسوسة وتتشابك الأمور بصورة سلبية جدًّا.

إن التحقير والتجاهل التام، وتغيير نمط الحياة، وحُسن إدارة الوقت، وممارسة الرياضة، وجدناها من أفضل الطرق العلاجية التي تساعد في مثل حالتك، وأنت بما أنك تعاني من أعراض نفسوجسدية، ومعظم أعراضك الجسدية تتمركز حول الجهاز الهضمي، لا شك أن الرياضة ستكون مفيدة جدًّا بالنسبة لك، وهي تعالج التوتر، وتعالج القلق، وتؤدي إلى راحة نفسية كبيرة، وتزيل الإسهال قطعًا.

أنت متحسس حول ما حدث لك في الشرج، ويُعرف تمامًا أن مرضى الوساوس ينزعجون للشروخ البسيطة التي قد تحدث لهم، حتى في بعض الأحيان كانت تسمى الشخصية الوسواسية بالشخصية الشرجية.
أ
نت -بإذن الله تعالى- لديك مستقبل باهر، ركز على ذلك، وأحسن إدارة وقتك.

لا بأس أيضًا أن تتواصل مع أحد أساتذتك في كلية الطب، وأقصد بذلك أستاذاً متخصصاً في الطب النفسي؛ ليوجه لك المزيد من الإرشاد، وليصف لك أحد الأدوية المضادة للقلق الوسواسي، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) يُضاف إليه جرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) هذا سوف يكون علاجًا ناجعًا جدًّا بالنسبة لك، ويُمهد لك التطبيقات السلوكية التي تحدثنا عنها بسهولة كبيرة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً