الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني منذ زمن طويل من حساسية الأنف، فما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة، أعاني منذ عدة سنوات من حساسية شديدة بالأنف، وعند اشتداد الحساسية أتناول مضادات الهيستامين، فأتحسن لمدة عدة أيام، ثم تعود معاناتي مرة أخرى، خاصة عند الاستيقاظ من النوم، أو التعرض لهواء بارد، أو شم الروائح العطرية، أو التعرض للأتربة، فأصاب بالرشح الشديد، والصداع والحكة الشديدة أعلى الأنف، وأحيانا انسداد في الأنف، ومؤخرا بدأت أشعر بوجود شيء عالق في حلقي في الجهة اليمنى، ولا أستطيع بلعه أو إخراجه، سبب لي الشخير أثناء النوم، وأحياناً يتوقف التنفس لثوان فأستيقظ فجأة من نومي، أرجو المساعدة في تفسير ذلك، وما هو علاج هذه الحساسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوفا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

التحسس الأنفي أسبابه عديدة، وتختلف بحسب الشخص المصاب، وعلى الأغلب تكون العطور المركزة والمنظفات، والغبار والدخان، من أهم الأسباب, والأعراض تتظاهر بانسداد بالأنف، يترافق معها حكة وإحساس بالغليان بالأنف والعينين، وسيلان مائي أو مخاطي من الأنف، وفقدان جزئي أو كلي للشم, كما يترافق مع التنفس الفموي، وهو ما يؤدي لالتهابات مزمنة بالبلعوم واللوزتين، تنتج نوعا من البذور القيحية من مسامات اللوزتين، وتسبب رائحة الفم الكريهة، بالإضافة لتسوس الأسنان الذي يساهم بدوره في هذه الرائحة.

سبب هذه الأعراض هو: إفراز مادة الهيستامين من الخلايا المناعية داخل مخاطية الأنف عند التعرض لعوامل التحسس، وهذه المادة تؤدي إلى توسع في الأوعية الدموية للمخاطية، وهو ما يؤدي إلى تورم في أنسجة الأنف، وخاصة القرينات، وزيادة في المفرزات الأنفية، وبالتالي الانسداد وبقية الأعراض.

علاج الحساسية الأنفية يبدأ: باكتشاف العوامل التي تسبب لك الحساسية، سواء بالتجربة (كما ذكرت من عوامل مسببة)، أو عن طريق تحاليل التحسس الجلدية أو الدموية، وعندها يسهل الوقاية منها بتعديل نمط الحياة، والابتعاد عن هذه المسببات, ثم بالعلاج الدوائي بمضادات التحسس الفموية: (كلاريتين, إيريوس, سيتريزين, فيكسوفينادين)، وكذلك بخاخات كورتيزون موضعية في الأنف، وهي ذات تأثير موضعي، وامتصاصها الدموي ضعيف جدا، ولا يعطي التأثيرات الجانبية للكورتيزون مثل: (فليكسونان, أفاميس, نازونكس)، كما أن هناك علاج مناعي، وهو العلاج الوحيد المعروف، والذي يعطي شفاء تام من التحسس في حال نجاحه، حيث يتم إجراء اختبارات التحسس الجلدية أو الدموية، لمعرفة العوامل التي تسبب لك الحساسية، ثم يتم تركيب لقاح مكون من تراكيز ضعيفة جدا من هذه العوامل، ويزاد التركيز فيها بشكل تدريجي، مع التقدم في العلاج، ويعطى على شكل حقن جلدية، أو نقط تحت اللسان، ويستمر العلاج فيها لثلاث سنوات بشكل أسبوعي أو شهري، حسب طريقة العلاج، والتي تؤدي بعدها للشفاء -بإذن الله- من الحساسية تجاه العوامل التي تم اكتشافها بالتحاليل التي ذكرتها، ولكن للأسف فهذا العلاج غير مفيد بالنسبة للعوامل الفيزيائية الطبيعية التي ذكرتها، مثل تيار الهواء أو أشعة الشمس.

بالنسبة لهذا الإحساس الذي تحسين به في البلعوم، فقد يكون التهاب مزمن في البلعوم، أو ضخامة تحسسية في اللهاة، أو كيسة لعابية مخاطية، أو كتلة ورمية, ولا بد من الفحص المباشر بالمنظار التلفزيوني لكشف هذه الآفة وعلاجها، فالتحسس المزمن يعالج بالوقاية من العوامل المسببة، وبالعلاج الدوائي بمضادات التحسس التي ذكرتها، وببخاخات الكورتيزون الموضعية, وأما في حال وجود كيسة مخاطية أو كتلة ما في البلعوم، فلا بد من إزالتها جراحيا، وفحصها مجهريا، وخاصة أنها تسبب لك توقف التنفس أحيانا أثناء النوم، فهذا يعني أن الانسداد متوسط إلى شديد، ولا يجب إهمال هذه الشكوى، مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس خليل

    شكرااااااااااااا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً