الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أنجع الوسائل لأبدو للآخرين أكثر نضجًا؟

السؤال

السلام عليكم.

أيها الإخوة: لدي سؤالان في نفس الموضوع.

1- ما هي أنجع الوسائل لأبدو للآخرين أكثر نضجًا حتى يأخذوا كلامي على محمل الجد؟

2- أنا (وللأسف الشديد) شخص كثير الضحك كثير المزاح، وكان ذلك ديدني منذ أن كنت طفلا صغيرًا، رغم أني في قرارة نفسى أحب أن أغير سلوكي هذا، عندي نية كبيرة في الزواج، ولكنني أخشى أن لا أكون على قدر المسؤولية، وأن يعيرني الآخرين بأنني ينقصني النضج، وأن يتعاملوا معي على هذا الأساس، فبماذا تنصحونني؟

بارك الله فيكم، وأنتظر ردكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم: الإنسان بطبعه اجتماعي، ويحب أن يكون محبوباً ومقدراً بين الناس، وقد تختلف الوسائل التي يستخدمها الناس لكي يكونوا أكثر حباً وتقديراً، فمنهم من يتخذ المزاح والفكاهة وسيلة لجذب الآخرين، ومنهم من يتخذ التعاون والمساعدة، ومنهم من يكذب ويحكي قصصًا لا صحة لها، ومنهم من ينقل أخبار الآخرين، ويفشي أسرارهم.

والضابط في كل ذلك ما جاءت به التعاليم الإسلامية السمحاء، فهناك أمور منهي عنها قد تقرب الشخص للخلق، ولكن قد تبعده عن الخالق والعكس صحيح، وقد تكون الاجتماعية مطلوبة في بعض المواقف، ومذمومة في مواقف أخرى، وليس بالضرورة أن تكون شخصية الإنسان كالممثل الذي هدفه هو إضحاك الآخرين على حساب علاقته بربه، فيتعرض للكذب والاستهزاء والسخرية من الآخرين، والطعن في أعراض الناس من أجل نيل الإعجاب بشخصيته.

فنقول لك -أخي الكريم- لكل مقام مقال أحياناً بعض المواقف تتطلب الجدية والحزم، وبعضها يتطلب روح الفكاهة واللين، فممارسة المزاح باستمرار قد يفقد الشخص هيبته ومكانته والجدية باستمرار قد تشعر الآخرين بالملل، لذلك انظر إلى طبيعة الموقف وتصرف وفقاً لذلك فستجد -إن شاء الله- الاحترام والتقدير ممن تجالس، ولا تحتاج إلى مراجعة نفسك بعد فوات الموقف.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً