الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ممكن أن يحدث حمل لخطيبتي رغم نزول الدورة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نسأل الله العلي القدير أن يجزيكم خيرا على ما تقدمونه من نصح وفائدة وإرشاد.

حصل لقاء بيني وبين خطيبتي في الأسبوع الأخير للدورة، وحصل قذف على السطح الخارجي للمهبل، وبعد العلاقة بيوم جاءت الدورة قبل موعدها بثلاثة أيام، ونزلت لمدة أربع أيام، ثلاثة أيام عادية، واليوم الأخير خفيفة.

علما أنها شربت القرفة بعد العلاقة؛ للمساعدة في نزول الدورة، وفي الشهر التالي لم تنزل الدورة، وتأخرت 20 يوما، وقمنا بعمل فحص مخبري بالدم، اسمه B_hcg وكانت النتيجه (0.28) سلبية، وتناولت حبوب (امينور)لمنع الحمل، ثلاث حبات لمدة ثلاث أيام، ومن ثم توقفت عنها.

بعد يومين جاءت الدورة لمدة 6 أيام، وفي الشهر التالي أيضا تأخرت، وقمنا بفحص حمل من نفس النوع (B-hcg) في نفس المختبر، وكان سلبياً، وتختلف قيمته عن الفحص السابق، ولم تنزل إلا باستخدام نفس الحبوب (امينور 5mg).

دكتور: هل يحدث الحمل رغم نزول الدورة باستخدام حبوب (امينور) أم أن نزول الدم بسبب الامينور، ولا يخلو من وجود الحمل؟ وهل يمكن أن تنزل الدورة من الدواء، رغم وجود الحمل؟ وهل يمكن أن يخطئ فحص الدم؟ وهل يمكن أن يكون هناك حمل ولم يظهر بعد؟ وكيف يمكن تأكيد عدم وجود الحمل؟

والله يا دكتور لقد أصابنا الفزع من تلك الحادثة، لما أصبح نزول الدورة مرتبطاً باستخدام الامينور.

أرجو تقديم المساعدة والنصح، فأنا أخشى على خطيبتي من الفضيحة؛ لأن شروط أهلها قاسية لإتمام الزواج، وأعلم حجم الخطأ المرتكب، أتمنى أن تساعدوني.

شكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهديكم ويصلح الأحوال، وأن يبعدكم عن الحرام، ويعينكم على إكمال مراسيم الوصول للحلال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

ما حصل لا يقبل من الناحية الشرعية، ومجرد الخلوة بالمخطوبة لا يقبل؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها.

أرجو أن يعلم الجميع أن الشريعة تحتاط للأعراض والأنساب، وتتشدد في مسائل الخلوة والإعلان للزفاف، واحمدوا الله الذي أخرجكم من الحرج وعجلوا بالتوبة؛ لأنكم لا زلتم في مرحلة الخطبة -كما فهمنا- وخطيب الفتاة أجنبي عنها حتى يعقد عقد النكاح، وبعد العقد لا بد من إعلان الدخول، والشريعة ترتب على الخلوة أحكاما عديدة.

من المهم أخذ العبرة مما حصل، والتقيد بشريعة الله عز وجل، وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله والتوبة، والستر على أنفسكم، والإسراع بإكمال مراسيم الزواج، وبعد ذلك شأنك وأهلك.

لقد أسعدنا تواصلك، ونفرح أكثر بالاستمرار في التواصل، ونذكركم وأنفسنا بأن فضيحة الآخرة هي الأخطر والأكبر، ونسأل الله أن يستر علينا وعليكم، ونشكر لكم الضمير الحي الذي دفعكم للكتابة إلينا، ونتمنى أن تقودكم نفوسكم اللوامة إلى توبة نصوح.

ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يجمع بينكم على الخير.
++++++++
انتهت إجابة الدكتور أحمد الفرجابي مستشار الشؤون التربوية والأسرية.
وتليها إجابة الدكتورة رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
++++++++

نحذر دوماً من مثل هذه الممارسات بين الخاطبين, حتى لو كان قد تم عقد القران بينهما؛ لأنها ممارسات غالباً ما تتطور, فيحدث ما قد تندم عليه الفتاة بالذات, فلا أحد يعلم ماذا يحمل له الغد, وعلم الغيب عند الله عز وجل وحده, والأفضل تأجيل مثل هذه الممارسات إلى ما بعد إشهار الزواج.

أحب أن أطمئنك وأقول لك: هنالك أربعة أمور أو علامات, كل واحد منها يعتبر كافياً للجزم بعدم حدوث الحمل, فكيف إن اجتمعت كلها مع بعضها البعض, هذه الأمور هي:

1- عدم حدوث الإيلاج: فبما أنك متأكد من أنه لم يحدث إيلاج في المهبل, فإن احتمال الحمل سيكون غير وارد على الإطلاق, إن شاء الله تعالى, حتى لو حدث قذف للسائل المنوي على الفرج؛ لأن حدوث الحمل يتطلب حدوث الإيلاج في المهبل, ولو بشكل جزئي, وبدون الإيلاج فإن الحيوانات المنوية لا تتمكن من الوصول إلى الرحم, فهي خلايا هشة وضعيفة؛ لأنها لا تملك إلا نصف العدد من الصبغيات, وبالتالي ستفقد حركتها وستموت بسرعة, بمجرد ملامستها للهواء أو الجلد.

2- إن تحليل الحمل في الدم، وهو الـ (B-HCG) هو تحليل دقيق جدا، ونسبة الخطأ فيه شبه معدومة, وكونه قد ظهر سلبيا في مرتين, فهذا أيضا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك, بأنه لا وجود للحمل عند خطيبتك إطلاقاً.

3- إن الدورة الشهرية قد نزلت, ولأكثر من مرة, وهذا دليل آخر على عدم وجود الحمل, فالدورة لا يمكن أن تنزل مع الحمل, وما يقال في هذا الشأن من حمل غزلاني أو غيره، أمر غير علمي وغير صحيح.

4- إن الرحم قد استجاب على حبوب (امينور) ونزول الدورة بعد تناوله دليل قاطع على عدم وجود الحمل, فهذه الحبوب تعتبر حبوب مثبتة للحمل, ونزول الدورة يؤكد عدم وجود الحمل.

إذا -أيها الفاضل- اطمئن وأبعد عنك الخوف والوسوسة, فخطيبتك ليست حاملاً, وما يحدث عندها هو عبارة عن اضطراب في الدورة الشهرية, فإن استمرت الدورة تتأخر بهذا الشكل, ولا تنزل إلا بعد تناول الحبوب, فيجب عمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية, وكذلك تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين, للتأكد من عدم وجود خلل ما يكون هو السبب في اضطراب الدورة عندها.

نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق Ameralasadi31

    السلام عليكم

  • قط

    لا حول و لا قوه إلا بالله

  • السودان نور ادم

    نسال الله تعالي ان يهدينا ويهديكم ويبعد الشرعنكم
    وشكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً