الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أثبت على التوبة ولا أعود لمواقعة الحرام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب ابتلاني الله بالعادة السرية، منذ أربع سنوات، وتصاحبني معها حالات نفسية، كغضب، وقلق، وتوتر، وعتاب نفس، فأنا أعيش في عذاب نفسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ثم ابتليت برؤية الأفلام الإباحية، فكبر الموضوع، إلى أن تحرشت جنسياً بأحد إخوتي الصغار، وأنا ذو الـ 14 سنة، واكتشفت أمي هذا الشيء فيَّ؛ فأصبحت منبوذا في العائلة، ومنذ ذاك الحين إخوتي لا يتكلمون معي، وأمي لا تخاطبني، وبقيت على هذا الموضوع مدة، إلى أن فكرت بالانتحار بجدية، ظانًّا بأني سأرتاح من هذا العذاب النفسي.

أنا فعلاً إلى الآن أفكر بهذا الموضوع، وقد مرت سنتان وأنا على هذه الحال، وأحسست أن علاقتي بأخوتي عادت طبيعية، وبأمي أيضاً، والتزمت المساجد ولله الحمد، وقطعت تلك الأمور لمدة، ولكن كلما ذهبت للمسجد أصلي، أو أعمل أي عمل صالح؛ تذكرت ما فعلت لإخوتي؛ فأبكي بكاء حارقاً.

وقد رجعت إلى العادة السرية، ولا أدري لماذا أحاول تركها لشهر أو شهرين، ولكن أرجع مرة أخرى أقوى من السابق، وقد أدمنت الأفلام الإباحية مرةً أخرى، والمشكلة أنني مع الناس أبدو ملتزما، ومع نفسي شيطانا أشر.

والله إني أكتب الرسالة بدموعي، يا أخوان: أريد حلاً، لأنني لا أعلم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

فمرحبًا بك - ابننا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل أن يبعدك عن الحرام، وأن يهيأ لك السبل إلى الحلال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

هنيئا لك بعودة العلاقة مع إخوانك ووالدتك، وأملنا في الله أن يعينك على صلاح حالتك، وتعوذ بالله من شيطان همه أن يحزنك وييئسك، فافهم كيده ومصايده، وعامله بنقيض قصده، وإذا ذكرك بالماضي فجدد التوبة؛ فإن عدونا يحزن إذا تبنا، ويتأسف ويندم لاستغفارنا، ويهرب إذا ذكرنا ربنا، بل إنه ليبكي إذا سجدنا لربنا.

وأرجو أن تشغل نفسك بطلب العلم، فالفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد، واشغل نفسك بالمفيد، وابتعد عن المواقف والأماكن التي فيها التبرج والغفلات، وتخلص من ما يذكرك بالشر وأهله، ولا تتوقف عن الحسنات، فإنهن يذهبن السيئات.

واعلم أن العدو يحاول أن يوصلك إلى اليأس، والشيطان يغير خططه، فسد عليه الأبواب، وإذا وقعت في خطيئة فعجل بعدها بتوبة تمحها، وبحسنة ترتفع بها عند الله، ولا تيأس، فإن الذي ستر عليك ورحمك هو ربنا الرحيم، وهو سبحانه غفار لمن تاب.

وهذه وصيتنا بتقوى الله، ثم بالوقوف مع النفس؛ لمعرفة أسباب العودة بعد التوبة، وكيفية مدافعة الشر أول طروقه على النفس، فإن مدافعة الشر أسهل من معالجة التوبة، واجتهد في طلب النكاح، واطلب معونة الفتاح، وأكثر من الصوم، فإن فيه الوجاء، ومنه نتعلم قوة الإرادة، واشغل نفسك بالخير، قبل أن يشغلك الشيطان بغيره، وتواصل مع موقعك، وكرر التوجه لربنا وربك.

نسأل الله أن يتوب عليك لتتوب، وأن يغفر لنا ولك الزلات، ويستر العيوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً