الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخرت كثيراً في موضوع الزواج رغم سهولته، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

تأخرت كثيراً في موضوع الزواج، رغم أنه لا توجد معوقات مالية بالنسبة لي.

المشكلة عندي عدم انشراح صدري لهذا الموضوع، وأحس بالانقباض منه، على الرغم من انشراحي للحرام والذي يسبب أذى كبيراً في حياتي؛ مما جعلني أظن أني مستدرج بسبب ذنوبي.

أعتمد في الغالب بعد الله على اختيار أمي -أكرمها الله-؛ لأن جميع الوسائل الأخرى لا أضمنها، وكلما رشحت لي فتاة ورأيتها لا أحس بميل نحوها.

علما أنها تختار لي من هي على قدر كبير من الدين والأخلاق، فهل هذا طبيعي، هل أتقدم للخطبة وأكتفي بالاستخارة وأترك إحساسي، أم ماذا أفعل؟

خصوصاً أنني أتجهز للسفر للخارج لإكمال الدكتوراة، وأريد أن أفعل ما علي أمام الله حتى لا أندم؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسِّر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يوفقك لكل خير، وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من الصالحين المتميزين، وأن يُجنبك ما لا يُرضيه -سبحانه وتعالى-، وأن يمُنَّ عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه.

بخصوص ما ورد برسالتك: أرى -بارك الله فيك- أن تتوكل على الله، وأن تستجيب لرغبة أمك، خاصة أنها تُرشِّح لك فتاة على قدر من الصفات التي توافق الشروط الشرعية، من حيث الدين والأخلاق والجمال وغيره، وهذا الذي يطمح إليه كل إنسان طبيعي، ما دمت الحمد لله قد مَنَّ الله تبارك وتعالى عليك بوالدة موفقة في الاختيار، فأرى أن تستخير الله -تبارك وتعالى-، وأن تُقدم على هذا المشروع، ولا تأخره أكثر من ذلك، صيانة لدينك وعرضك ونفسك، وبُعدًا لك عن الحرام الذي يُسقطك من عين ربك ومولاك.

قضية الراحة وعدمها: المهم أن يكون الاختيار موفقًا، وأن تكون صاحبة خلق ودين، وأن تكون أيضًا قد استخرت الله -تبارك وتعالى- عليها، ومسألة الرغبة ستأتي -إن شاء الله تعالى- عاجلاً أو آجلاً مع استمرار الحياة الزوجية؛ لأنك تعلم أن السواد الأعظم من الزيجات غالبًا تكون زيجات تقليدية، بمعنى: عدم المعرفة المسبقة قبل الزواج، ثم بعد ذلك مع حُسن العشرة ودوام الألفة والمعاشرة تحدث هناك هذه المنح الربَّانية ويأتي الحب والمودة والرحمة والسكينة، وتأتي هذه الأشياء كلها -بإذن الله تعالى- ما دام الاختيار كان موفقًا، وكان هناك قدرة على استيعاب الطرف الآخر، وحرص على المرونة في التعامل معه ومراعاة ظروفه، أعتقد أننا بذلك -بإذن الله تعالى- سنتغلب على مشكلة عدم الراحة.

أنصحك أن تتوكل على الله، وأن تُعجِّل بالخير، واعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بشَّرنا بقوله: (ثلاثةٌ حقٌ على الله عونهم) ومنهم (الرجل يُريد العفاف) فسيعينك الله -تبارك وتعالى-، وسيضمُّ رزقها إلى رزقك، وبالتالي ستكون في وضع أحسن مما أنت عليه.

أسأل الله أن يمُنَّ عليك بزوجةٍ صالحةٍ طيبةٍ مباركةٍ تكون عونًا لك على طاعته ورضاه عاجلاً غير آجل، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً