الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بتسمم معوي أدى بي إلى توهمات وأعراض نفسية.

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي باختصار: أني أصبت بتسمم غذائي سبب لي مشاكل معوية لفترة تقارب الشهرين، وبعد استعمال الأدوية خفت الأعراض إلى أن اختفت تقريبًا، اللهم بعض الغازات من حين إلى آخر، والتي لا تسبب لي مشاكل حاليًا الذي بقي عندي حاليًا هو التعب العام.

المشكلة أن الأعراض العضوية أصبحت نفسية لدرجة أن النفسية أصبحت أكثر من العضوية، خصوصًا لما قرأت عن سرطان القولون، وأنه يسبب التعب العام، وبدأت رحلة البحث عن الأعراض، ووجدت أن البراز الدموي أبرز أعراضه، وبدأت في كل صباح أثناء التبرز ألبس قفازات، وأبحث عن الدم الأحمر، أو الأسود فلم أجد الدم الأحمر، لكني وجدت أن الكتلة الأولى التي تخرج تكون سوداء وصلبة وناشفة، لكن بقية البراز يكون عاديًا فصعقت كثيرًا كما أني أجد بعض قطع الذرة، وبعض الأطعمة فاستنتجت أن السرطان يمنع القولون من إكمال عملية الهضم.

كما أني عندما أستيقظ صباحًا أبدأ بالعطاس، وبعض الأحيان أجد القليل من الدم مخلوط بالمخاط، فاستنتجت أن السرطان موجود في أعلى القناة الهضمية نظرًا؛ لأنه تم هضمه وظهر أسود، كما أن بعض البقايا تأتي مع المخاط، كما أني وجدت أنه من بين أعراض سرطان القولون الإمساك فشككت في الأمر، خصوصًا أني الآن أذهب كل يوم صباحًا فلما بحثت جيدًا، وجدت أن الإمساك لا يكون في كل الحالات، كما أني أتنفس كثيرًا قبل التبرز.

العرض الآخر وهو آلام البطن هذه كانت عندي بعد التسمم، لكني لما شربت دواء سباسفون اختفت، واستنتجت أن الآلام ما زالت موجودة، لكن هذا الدواء اللعين فقط قام بإخفائها وتسكينها، العرض الآخر وهو نقص الوزن، فوجدت أن وزني ثابت بين 50.5 و 52، فاستنتجت أني أصلاً وزني ضعيف، فللإنسان حد لا يمكن أن ينزل عنه رغم مرضه لذلك هذا العرض لن يؤخذ به.

لكل هذه الأسباب وصلت بي درجة اليقين إلى أني مصاب بالسرطان، وفقط سأنتظر موعد موتي بعد مدة قصيرة، ولا داعي للفحص، لكن أمام الحاح الأم ذهبت إلى طبيب عام مشهود بكفاءته بالمنطقة أخبرته بكل ما جرى، لكني لم أخبره بأمر الوسواس بالتفصيل، ففحصني بالأشعة القلب، والضغط الدموي، وظائف الكلى، المعدة، الأمعاء، الكبد كل شيء.

فأخبرني أن صحتي سليمة، لكني أعاني من القلق، وأمرني بإجراء فحص فقر الدم الوقت ما أشاء وأحضره له، ووصف لي فيتامين بيروكا berocca، ودواء الكربون articarbine، ومضاد القلق lysanxia.

بعد خروجي لا أعرف كيف كان شعوري؟ فسرعان ما ذهبت إلى الانترنت مرة أخرى لأبحث فعرفت أن الفحص بالأشعة لا يفحص سرطان القولون، وإنما لا بد من الفحص بالمنظار طبعًا لا يمكنني الفحص حاليًا فأنا أخجل من أمي، ذهبت إلى 3 أطباء، أمي هي من كانت تدفع المصاريف، كما أن الحالة المادية ضعيفة، فأبي متوفي، وأنا أدرس كما أن الدعم الحكومي لا يتوفر على الفحص بالمنظار حاليًا.

بعض الناس يخبرونني أن التسمم لا يسبب السرطان، كما أن عمرك صغير 19 سنة نادرًا ما يصيب أمثالك، لكني استنتجت أنه ربما يكون هذا التسمم مخلوط بدواء ما أو شيء خطير سبب لي السرطان، لا يعرفونه كما أن هذا النوع من السرطان لما بدأت القراءة وجدت أنه يصيب حتى هذه الفئة مؤخرًا.

أهم شيء وهو التعب العام والخمول ومضاد القلق يزيد الخمول لذلك أوقفته، كما أني لم ألحظ تحسنا بعد شربه، ولكن تعب الجسم ما زال لدي هذا العرض الأخير هو الذي يؤكد كل شيء

بالمختصر أصبحت حياتي عذابا وقلقا، ووسواسا فقط اليوم بأكمله، وأنا أفكر في الموضوع خصوصًا في الصباح، لكني وجدت الذي يخفف لي هذه الأعراض وهي القهوة لا أعرف لماذا، لكنها فقط تسكن، وتنقص التعب.

أريد حلاً، وجزيتم خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد اللطيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ورد في الاستشارة فإن الأعراض التي تعاني منها هي أعراض نفسية، وليست عضوية إذ حسب ما ورد في الاستشارة من أعراض لا يوجد ما يوجه للإصابة بسرطان القولون -لا قدر الله- ولكن تفكيرك المستمر وقلقك الدائم فقط هو الذي يوجهك لذلك.

أنصحك أخي العزيز: أن تنسى حالة التسمم التي أصابتك؛ لأن تأثيرها مؤقت، ووقتي فقط وليس لها أي تأثير مستقبلي، أو أن تكون سببًا في سرطان القولون -لا قدر الله-، إذ أنه من أهم العوامل المؤهبة لسرطان القولون.

أولا: العمر إذ أن أكثر من 90 بالمائة من الحالات يكون العمر فوق 50 سنة.

ثانيًا، السمنة المفرطة بينما وزنك أقل من المعدل الطبيعي.

ثالثًا: التدخين والكحول وأنت -والحمد لله- لا تدخن، ولا تشرب الكحول.

رابعًا: الداء السكري: وأنت -والحمد لله- غير مصاب به.

خامسًا: النظام الغذائي الغني بالدهون والسعرات الحرارية وقليل الألياف، وهذه النقطة لم توضحها في الاستشارة.

سادسًا: التعرض المستمر، أو المتعدد للأشعة، وليس إجراء صورة شعاعية مرة، أو مرتين، أو ثلاث، وهذا لم يحدث معك.

ومن أهم أعراض سرطان القولون: هبوط الوزن غير المبرر وما ذكرته في الاستشارة هو الحفاظ على الوزن، وليس هبوطا في الوزن، وكذلك الدم مع البراز وما ذكر في الاستشارة ليس دمًا مع البراز.

وأما أعراض الغازات، وآلام البطن، والتعب والخمول، فهي أعراض لا نوعية وتوجد في كل حالات التهابات الأمعاء والقولون العصبي.

ولا يتم الشك بسرطان القولون إلا بوجود أعراض نوعية وأكيدة وعوامل مؤهبة كالتي ذكرت سابقًا ( العمر والوزن والسكري ......).

لذا أنصحك أخي بالتوقف عن التفكير في هذا الموضوع، وإشغال نفسك بأي من النشاطات الاجتماعية، أو الرياضية، أو الدينية، أو الثقافية، وممارسة الرياضة بانتظام؛ لأنها ستخفف عنك الكثير من الأعراض، وكذلك من الوساوس التي تعاني منها، ونذكر دائمًا قوله عز وجل ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )، لذا أكثر من ذكر الله، وقراءة القرآن، والدعاء إلى الله، وستجد الفرق قريبًا بإذنه تعالى.

ونرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب المستشير

    شكرا لك دكتور محمد مازن والله يحفظك
    ردك أفادني كثيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً