الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤثر طول وقصر الدورة الشهرية على نسبة احتمال حدوث الحمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
قبل طرح السؤال أحيي الساهرين على هذا الموقع الرائع، الذي يجد فيه كل شخص ضالته من حيث الإجابة على أسئلة تؤرق الإنسان، وجزاكم الله ألف خير.

أنا سيدة عمري 25 سنة، متزوجة منذ 3 سنوات، منذ أول شهر زواج حملت -ولله الحمد- بابنتي، البالغة حاليا سنة وثمانية شهور وعشرة أيام، بعد بلوغها سن الثمانية أشهر حملت مرة ثانية، وبعد شهرين -للأسف- اكتشفت توقف النبض، فأعطتني الطبيبة حبتين عبر المهبل، ونزل الجنين الميت.

بعدها بشهر بدأت في أخذ حبوب منع الحمل مارفيلون، لمدة أربعة أشهر، وبعد حدوث اضطرابات هضمية، ووجع في المعدة، وارتفاع في الضغط، توقفت عن تناولها، وانتقلت إلى العازل الطبي، وحاليا أحاول منذ ثلاثة أشهر الإنجاب، فلا يحصل شيء، والشيء الذي يؤرقني أكثر هو اضطرابات في موعد الدورة، حيث يكون طولها 28 يوما، ثم تصبح 34 يوما، وآخر دورة خلال الأشهر الأخيرة كانت
5/12/2014
31/01/2015
26/022015
31/03/2015

لدرجة أن آخر مرة تأخرت، فذهبت إلى الطبيبة، فطلبت مني تحليل الحمل، وتحليل هرمون الحليب، وهرمون التبويض، فكانت النتيجة حملاً سلبياً، وكان هرمون الحليب طبيعياً، وهرمون التبويض 3 ضعيفاً جدا، فطلبت مني الطبيبة عمل سونار، إلا أن زوجي لم يوافق بحجة أنها "نصابة" ورجعت للبيت، وأصبحت في حيرة بين وجود تكيس، أو اضطراب في الهرمونات، ولا أدري ماذا أعمل!

حاليا أريد الإنجاب، وأقوم بالعلاقة الزوجية كل يومين تقريبا، هل أحتاج منشطات أو منظم دورة؟ خصوصا أن الآلام قبل أيام الدورة تكون قوية في المبيض، معذرة على الإطالة، ماذا أفعل بالضبط؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أوفق زوجك الرأي في الحكم على الطبيبة "بالنصب"، فليس من مصلحة الطبيب ولا من أخلاقه النصب على مرضاه، المشكلة أن بعض الأمراض، ومنها تأخر الحمل، سواء للمرة الأولى أو بعد الإنجاب، له أسباب كثيرة، سواء في المبايض وما يتعلق بالتكيس، أو بطانة الرحم الضعيفة الناتجة عن الخلل الهرموني، أو الهرمونات المحفزة للمبايض، أو مشاكل الأنابيب، أو قرحة عنق الرحم، أو الالتهابات الفرجية، أو حتى الضعف المفاجئ للحيوانات المنوية للزوج، حتى وإن سبق له الإنجاب.

والطبيب لا يعلم الغيب، بل يفترض عدة أسباب، ويبدأ في البحث عن تلك الأسباب، من خلال الأدوات التشخيصية المتاحة، وهي تحليل الهرمونات، والكشف النسائي، والسونار على المبايض وقت التبويض، لمعرفة حالة بطانة الرحم.

والدورات الشهرية الأخيرة كانت على التوالي: 57 يوما، ثم 26 يوما، ثم 31 يوما، ومتوسط الدورة الشهرية 28 يوما، وقد تكون الدورة منتظمة إذا جاءت في مواعيد ثابتة، حتى ولو كانت 21 يوما، وأقصى مدة زمنية للدورة الشهرية المنتظمة هي 34 يوما، وبالتالي فإن دورة 57 يوما غير منتظمة، وتشير إلى خلل في التوازن الهرموني، وقد يرجع السبب إلى زيادة الوزن عند السيدات، وما يلي ذلك من ارتفاع في هرمون الذكورة، الذي يؤدي إلى ظهور بعض الشعر في الذقن والبطن والصدر، وإلى ظهور حب الشباب، وقد يرتفع هرمون الحليب، وقد يحدث كسل في الغدة الدرقية.

وعموما يمكنك في الفترة القادمة بدء برنامج علاجي غذائي لمدة 6 شهور؛ للعمل على إنقاص الوزن، وعلاج التكيس المحتمل، وعلاج الأكياس الوظيفية -إن وجدت-، ولتنظيم الدورة الشهرية، وضعف هرمون التبويض -بروجيستيرون- دليل على ضعف التبويض والتكيس.

والنقطة الأهم في علاج التكيس وتنظيم الدورة: هي من خلال السيطرة على الوزن الزائد، عن طريق عمل حمية غذائية جيدة، وذلك عن طريق تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصا الحبوب، مثل الشوفان والقمح والفول بدون الزيت، والتونة بالماء، والمشوي من الدجاج والأسماك واللحوم الحمراء، مع الإكثار من السلطات والأعشاب الخضراء والخضروات المطبوخة دون زيوت، والتوقف تماما عن الحلويات والسكريات والمعجنات، التي لا يمكن الشعور بالشبع عند تناولها، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 ثلاث مرات يوميا بعد الأكل، وهو دواء يحسن عمل هرمون الإنسولين، ويستخدم لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس، فلا بد من تناوله.

مع تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لمدة 3 إلى 6 شهور، والتوقف عند انتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه حتى انتهاء المدة، وليس بغرض منع الحمل، ولكن لعلاج التكيس وعلاج الأكياس التي تتكون في المبايض، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج تؤخذ مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر، مثل: total fertility، مع تناول حبوب Fesrose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك اسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور؛ لأنها مهمة للتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية، وهناك أيضا حليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية، التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، وفي نهاية فترة تناول حبوب دوفاستون، إذا لم يحدث حمل، يمكنك من خلال المتابعة مع الطبيبة أخذ منشطات للمبايض، مع الإبر التفجيرية؛ للمساعدة في إخراج المزيد من البويضات، لزيادة فرص الحمل، والجماع يوما بعد يوم يناسب فترات التبويض المختلفة.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً