الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل التحاليل التي أجريتها سليمة، إذاً ما سبب تأخر الحمل عندي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع المفيد جدا، وأتمنى من كل قلبي أن أحظى بالإجابة، أنا متزوجة منذ سنة، وعمري 26 سنة، ولم أرزق بعد بالأطفال، ذهبت لطبيبة نسائية، وقامت بعمل إيكوغرافي، فأخبرتني أن كل شيء جيد -والحمد لله-، ثم طلبت مني أن أجري تحاليل الهرمونات فأجريتها، كل الهرمونات سليمة، فوصفت لي الطبيبة منشطات كلوميد حبتين يوميا لمدة 5 أيام، ثم اوفستان لمدة 5 أيام، ثم بروجسترون من اليوم 16 إلى 25 من الدورة، مرتين يوميا، وطلبت مني قياس درجة الحرارة كل صباح، وتدوينها في جدول، فشربت الدواء بانتظام، وقمت بقياس درجة الحرارة لمدة دورتين متتابعتين، وكانت درجة الحرارة تتراوح من 36.20 إلى 36.50 في النصف الأول من الدورة و 36.7 إلى 36.9 في النصف الثاني من الدورة، وهذا لدورتين متتاليتين.

وعندما رجعت إلى الطبيبة وأريتها جدول درجة حرارتي لدورتين متتاليتين أخبرتني أنه لم يكن هناك تبويض في كلتا الدورتين، وقامت بعمل إيكوغرافي، وأخبرتني أن كل شيء جيد، فسألتها إن كان الرحم جيدا من خلال الإيكوغرافي، وكذلك كل الهرمونات سليمة فلماذا لم يحدث تبويض؟ فأجابتني بأنه لدي كسل في المبايض رغم أن كل شيء على ما يرام، فوصفت لي كلوميد 3 مرات يوميا، واوفستن وبروجسترون، وأخبرتني أن أقيس درجة الحرارة كل صباح، وأن لم يعطِ الكلوميد نتيجة ستصف لي إبرة.

والسؤال: لم أفهم كيف كل الهرمونات سليمة والرحم في حالة جيدة وبالرغم من ذلك لا يوجد تبويض؟ ولم أقتنع بكلام الطبيبة عن كسل المبايض، فأرجو أن تشرحوا لي كيف ذلك؟ وما نسبة شفائي من هذا العقم؟ وكم مدة الشفاء؟

أنا قلقة، وأتمنى أن أجد الشرح الوافي، وشكراً جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يكفي متابعة التبويض بقياس درجة الحرارة قبل وبعد التبويض، وهناك العديد من الطرق التي تساعد في تحديد موعد الإباضة، منها تغير لزوجة إفرازات الرحم قبل وبعد الإباضة، حيث أن الإفرازات تكون مائية، وغير قابلة للمط قبل التبويض، وتصبح قابلة للمط والاستطالة بعد التبويض.

وتتوفر الآن اختبارات تحديد الإباضة بكل دقة، من خلال الكشف عن الزيادة في هرمون (LH) في الصيدليات، وهي تتشابه وتعمل بنفس طريقة عمل اختبارات الحمل المنزلية، في الكشف عن زيادة مستوى هرمونات الحمل في البول، فإذا كانت دورتك الشهرية 28 يوماً، ابدئي الاختبار في اليوم 11 حتى اليوم 17، وعند التبويض سيظهر الهرمون في الاختبار، والطريقة الأكثر دقة هي متابعة التبويض بالسونار في عيادات الطبيبة المعالجة، مع تركيز الجماع في الفترة المتوقعة للتبويض، حسب عدد أيام الدورة الشهرية الخاصة بك.

والخطوة الأولى والمهمة في متابعة تأخر الحمل يجب على الزوج القيام بها وهي تحليل المني رابع يوم من الجماع؛ لأن الزوج منفردا مسؤول عن نسبة 40% من أسباب تأخر الحمل، والزوجة منفردة مسؤولة عن نسبة 40% أيضا، وباقي النسبة 20% تكون الأسباب مشتركة بمعنى وجود مشكلة عند الزوج وعند الزوجة في الوقت ذاته، ولذلك تحليل المني خطوة مهمة جدا لتوفير الجهد، والوقت والمال، ولا حرج في ذلك -إن شاء الله-، والمهم أن تكون الدورة الشهرية منتظمة ما بين 21 إلى 34 يوماً، وعدد أيام الدم من 3 إلى 7 أيام.

مع الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والميرامية، وهناك أيضا حليب الصويا، أو كبسولات فيتو صويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس، وتحسين التبويض، ولا يحدث حمل مع الخلل الحادث في التبويض والدورة الشهرية، ومع انتظام العلاج والدعاء والاستغفار، وسوف يمن الله عليك بما تقر به
عينك -إن شاء الله-.

والدورة الشهرية المنتظمة منظومة مكونة من مثلث متكامل، ومتعاون وأضلاعه:

1- هرمونات الغدة النخامية، والتي تحفز المبايض، وتساعد في نمو البويضات، والتي يتحكم فيها غدة أعلى في المخ تسمى hypothalamus.

2-بالإضافة إلى إفراز هرمون الحليب والمبايض، والهرمونات الناتجة عن التبويض.

3- الرحم.

ووجود مشكلة في أي ضلع من هذا المثلث تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وخلل في التبويض، والاضطرابات في الدورة الشهرية يحدث بسبب ضعف التبويض الناتج إما ضعف ونقص الهرمونات المحفزة التي تفرز من الغدة النخامية، وقد ينتج خلل الدورة الشهرية بسبب التكيس على المبايض، أو وجود أكياس وظيفية، وهذا يؤدي إلى خلل هرموني، وبالتالي تصبح بطانة الرحم ضعيفة جدا، لا تسمح بنزول دورة شهرية منتظمة، وإذا نزلت تكون غزيرة في بعض الأحيان؛ لأن المسؤول عن الدورة في تلك الحالة هرمون واحد فقط هو أستروجين وليس الاثنان.

وقد يرتفع هرمون الحليب prolactin، وقد يحدث كسل في وظائف الغدة الدرقية، وهذا الارتفاع وذلك الكسل يؤديان إلى خلل واضطراب في الدورة الشهرية، ويجب عمل الفحوصات اللازمة، وهي فحص هرمون الحليب، وهرمون الذكورة، وهرمونات المبايض، وعمل سونار على المبايض والرحم، والتحاليل المطلوبة هي FSH - LH -- PROLACTIN- TSH-Free T4 -- DHEA--ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة؛ لتقييم الموقف.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر حنان

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً