السؤال
تزوجت من امرأة تصغرني سناً، وقبل الزواج اشترطت عليها لبس النقاب، وقد قبلت بعد جهد جهيد، وتزوجنا، وأنجبت طفلة عمرها الآن 14 شهراً بعد عام ٍمن الزواج، وخلال هدا العام وقع خلافٌ معها عندما طلبت مني مبلغاً من المال لإهدائه أحد أقاربي، فرفضت؛ لأني كنت مديناً، فكررت الطلب عدة مرات فقلت لها: إذا لم يعجبك الحال فاذهبي إلى بيتكم. فغصبت غضباً شديداً، وخرجت من البيت وحدها في أعز الظهر (القيلولة)، بعدها ذهبت أنا وأمي لتبيان الحقيقة، فتفهموا الموقف، وأرجعها أخوها، وبعد وفاة أبيها أنجبت طفلة، عندها تعددت المشاكل وتكررت، لكن القلق وعدم ارتياح الزوجة للعيش مع أهلي أدى إلى تكرار الخصام بيننا، وترقب خطأ الآخر في كل لحظة.
وفي المرة الأخيرة طلبت مني الذهاب إلى المحكمة للانفصال، فرفضت طلبها، ثم طلبت مرةً أخرى أن تخرج مع أمها لاقتناء الملابس، فرفضت وقررت الانفصال، مع أني كنت ميسور الحال وراتبي جيد، لكن رفضي كان لسبب أنها لا تطيعني وتريد التمرد، فكيف ألبي طلبها وحاجتها وهي أولاً يجب أن تلبي طاعتي؟! فطلقتها بعد تبادل الكلمات البذيئة ورفع صوتها أمام أمي، وقالت لي: إن كانت عندك كرامة فطلقني، فطلقتها وأخذت كل حقوقها وابنتي؛ لأنها أنكرت أمام القاضي أنها تريد الانفصال!
واكتشفت في النهاية أنها نادمة عما فعلت معي، وأنها طلبت الطلاق لتضعني أمام الأمر الواقع وأمام تلبية حاجياتها، وبما أن لدي ابنة منها أريد إرجاعها، فما الحل؟
أما عن لفظ الطلاق؛ ففي الحقيقة أنا لم أتلفظ بكلمة (الطلاق)، وإنما قلت لها: هيا اخرجي من البيت، وقد خرجت وحملت متاعها، ثم أرجعتها والدتها إلى البيت وقالت لي: إن أردت تطليقها فاذهب إلى المحكمة ومعك شهود لكي تطلقها، بعدها مكثت في البيت يومين، ولم أكن أبيت معها في الغرفة؛ لأنني كرهت فعلها وسبها للعائلة، وخاصةً عندما قالت لي بالحرف الواحد: إن كانت عندك كرامة فطلقني، أمام أمي وصراخها أمامها أيضاً، وقد سمع الجميع بهذا الكلام البذيء، وهذا ما زاد المشكلة تعقيداً، ولم أعد أتحمل غضبها وتنكيدها وسماع كل من حولنا بمشكلتنا، ولم يعد عندي حل، فعندما كان والدها حيا قال لي: اضربها، ولكن أمها وإخوتها الذكور رفضوا، وفي كل مرة عندما تحصل مشكلة لا ينهرونها ويقولون لها: حاولي التفاهم معه، ولا أدري إن كانوا يحرضونها علي أم لا، وأغلب الظن أنهم يحرضونها علي، والآن المشكلة قد فصل فيها القاضي بالطلاق، وهذه هي المرة الأولى التي أطلق فيها زوجتي.
أما من ناحية أهلي فهم يرفضون إرجاعها؛ لأنها سبت كرامتهم عندما قالت: إن كانت عندك كرامة فطلقني، وأنا في حيرة، فإذا أرجعتها فأهلي سوف يقاطعونني أيضاً، ومن يضمن لي أنها لا تعود لمثل تلك الأفعال، خاصةً أن أمها تحرضها على ذلك، وكلامها لاذع وغير لائق، وفي الحقيقة طلبت من زوجتي أن تذهب إلى بيتنا لتطلب السماح منهم هي وأمها، وفي المرة الأولى رفضت، ولكن في المرة الثانية قبلت عندما قلت لها: سوف أرجعك إن فعلت ذلك هي وأمها وأحد إخوتها الذكور، لكن عندما أخبرت أهلي بأن أم زوجتي مستعدة للقدوم للبيت لطلب السماح رفضت أمي، وقالت بأنك قد اتفقت معهم على إرجاعها بشرط أن تذهب أمها لطلب السماح مني، وأنا الآن في حيرة، علماً بأنني قد بنيت بيتاً جديداً.
أريد مشورتكم.
وجزاكم الله خيراً.