الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من العادة السرية والسمنة، وأجعل شخصيتي قوية؟

السؤال

بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت أن أطرح استشارتي عليكم، وأسأل الله أن ينفعني وإياكم، آمين.

سأختصر الموضوع:
كنت (ملتزما) وأنا صغير، ولكن عندما بلغت (فترة المراهقة) بدأت أشاهد المواقع الإباحية، وصرت أدمن عليها إدمانا شديدا، إضافة إلى ممارستي الرذيلة السيئة (العادة السرية) بكثرة، وممارستي لها ترتبط ارتباطا كبيرا بالمواقع، فأنا لا أمارسها إلا عندما أشاهد فيلما إباحيا، فأمارسها وأشاهد الفيلم الإباحي معا.

أما تأثيرها علي فقد غيرت حياتي للأسوأ، ودفنت شخصا كان الجميع يحبه ويحترمه، جعلتني إنسانا كئيبا يخاف من نفسه، وسرعان ما أتوب وأرجع إليها ثانية، حتى تولدت لدي مشكلة نفسية أني لن أتخلص منها أبدا!

ممارستي لها ليست إلا لإدماني عليها، فنادرا ما أمارسها لشهوتي، وإنما أمارسها؛ لكي أشاهد المواقع الإباحية بنفس الوقت مع ممارستي للعادة السرية، باختصار: صار عندي حب تجاه مشاهدة المواقع الإباحية.

أما مشكلتي الثانية فهي زيادة وزني، فأنا عمري 15، وطولي حوالي 172، ووزني 80 تقريبا. وصرت أخاف من نفسي (من جسمي) أمام الناس، صار عندي مرض نفسي من وزني وزيادته، وأحلم أن أكون 53، فأنا أرى نفسي بالمرآة جميلا، ولكن في الكاميرا عكس ذلك تماما، أحس أن شكلي شكل ثان.

صار عندي مرض نفسي، وأحتاج العلاج، أي أنني أحس نفسي لست جميلا، مع العلم أن هناك زملائي في المدرسة أسمن مني، ولكنهم أنيقون جدا.

لقد اكتأبت جدا، (وزني والعادة يا رب الرحمة).

أما مشكلتي الثالثة، فهي أني غير اجتماعي، وهذا الأمر يحزنني جدا، فأحس أن هذا العالم يلتهمني لضعفي وضعف شخصيتي، وغالبا ما أستحي، ولا أبادر أبدا بالشيء إلا أن يبادر الطرف الآخر، وأعتقد أن سبب عدم اجتماعيتي هو بسبب زيادة وزني، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف أتخلص من السمنة، فأنا أول ما أبدأ ريجيم أفسده بنفس اليوم؟ هل هذا بسبب الأفكار السلبية أم ماذا؟ فأنا لدي دراسة، وأريد أن أتفوق، وإيماني ضعف بسبب العادة كما ذكرت سابقا، كنت ملتزما، كيف أزيد إيماني؟

وعذرا على الإطالة، وبالمختصر: كيف أتخلص من العادة السرية والسمنة، وأقضي على ضعف الشخصية، وأجعل شخصيتي قوية؟ وكيف أزيد وأقوي إيماني؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على التواصل معنا ومعذرة على التأخر بالجواب.

لا شك أن الأمور الثلاثة التي ذكرتها على صلة ببعضها، من زيادة الوزن، والعادة السرية، والخجل الاجتماعي.

وما يمكن أن يجمعهم جميعا موضوع ضعف الثقة بالنفس، فكل من هذه الأمور الثلاثة يمكن أن تسبب ضعف الثقة بالنفس، وفي نفس الوقت يمكن أن تنتج عن ضعف الثقة بالنفس هذه.

ومن المتوقع أن الشاب عندما يريد ممارسة العادة السرية، وخاصة إن رافقها مشاهدة المواقع والأفلام الإباحية، وهو لا يريد هذا، فإنه سيصاب بضعف الثقة في نفسه؛ كونه لم يستطع أن يمتلك زمام أموره، وأنه في النهاية قام بعمل عكس رغبته وأمنياته، مما يدفعه للمزيد من ممارسة العادة ومشاهدة الإباحيات...

ونفس الشيء من زيادة الوزن، وعدم اتباع حمية غذائية مناسبة لإنقاص الوزن، فهو أيضا ستضعف ثقته في نفسه؛ مما يدفعه للمزيد من الأكل وقلة المبالاة بشكله أو وزنه لبعض الوقت، ومن ثم ينتبه من جديد...

ونفس الأمر ينطبق على الخجل الاجتماعي، الذي يسبب له الحرج؛ مما يدفعه لتجنب لقاء الناس، مما يزيد من خجله هذا...

ومن أجل الحلّ يفيد أن تفصل بين الأمور الثلاثة، فعندما تعمل على إصلاح كل منها فإن هذا سيزيد من ثقتك في نفسك؛ مما يشجعك أكثر وأكثر على تحسين الأمور كلها.

ويفيد أن تبدأ بالأسهل فالأسهل، وهي بالشكل التالي:

أسهلها مشاهدة الأفلام الإباحية والعادة السرية، حيث يمكنك أن تمسك نفسك وتمنعها عنها من خلال اتخاذ إجراءات عملية تقنية تجعل متابعتها على النت وغيره أصعب، وعن طريق القيام ببعض الأمور، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

- ضع برنامجا خاصا يوقف فتح المواقع غير المناسبة.
- ضع اللاب توب أو الكمبيوتر في غرفة الجلوس مع أسرتك، أو استعمله بوجود أحد أفراد الأسرة.
- إذا كنت تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي لمشاهدة ما يثير، فلاشك أنك تعرف طرقا متعددة لتمنع هذا.
- إذا كنت تحتفظ بصور جنسية ورقية أو في جهازك، فاحذفها مباشرة.
- لا تستعمل اللاب توب مثلا أو الجوال وأنت في السرير.

وبالتالي عندما تسيطر على موضوع المشاهدة؛ فسيخف عندك ممارسة العادة، وخاصة كما ذكرت في سؤالك من أنك غير مدمن، وأنك فقط تمارسها مع المشاهدة.

ويأتي بعد المشاهدة وممارسة العادة في السهولة، موضوع الخجل الاجتماعي. وطبعا ليس بالضرورة على كل من يعاني من الخجل الاجتماعي أن يذهب للأخصائي النفسي، فكثير منهم يعالج نفسه بنفسه، والمطلوب منك الآن العمل على اقتحام مواقف الاختلاط بالناس، والتعامل معهم، وعدم التجنب، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا تعقيدا. وسترى -وخلال فترة قصيرة- كيف أن ما كنت تخشاه من بعض المواقف الاجتماعية في مواجهة الناس ليست مخيفة كما كنت تعتقد. واللقاء بالناس سيرفع من ثقتك في نفسك تدريجيا؛ مما يشجعك على المزيد من لقاء الناس والاختلاط معهم.

وآخر الأمور، وهو أصعبها، هو الوزن. وانتبه أنه قبل أن تستطيع إنقاص وزنك، عليك أن تتقبل نفسك كما هي، فحاول وخلال فترة أن تتقبل نفسك، وحتى تفتخر بها، فهذا مما سيرفع من ثقتك أيضا في نفسك ومما سيعينك في مرحلة تالية على الدخول في الحمية الغذائية وممارسة الرياضة؛ لتستعيد نشاطك ووزنك المناسبين، ومع الوقت تسهل الأمور، وشيئا فشيئا تطمئن نفسك لنفسك ولحياتك.

وفي حال حاولت وطال الوقت ولم تشعر بالتحسّن المطلوب، فليس هناك من مانع لزيارة أخصائي نفسي يمكن أن يعينك للوصول لما تحب وترضى.

وللمزيد من الفائدة راجع كيفية التخلص من مشاهدة المواقع الإباحية: (3731 - 26279268849 - 283567).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً