الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يشكو من الهلع ونخاف عليه من الأدوية النفسية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً على موقعكم المفيد، وأرجو أن أجد عندكم الجواب لحالة أخي.

يبلغ أخي من العمر (16) سنة، وهو يعاني من نوبة هلع وخوف، مع ضربات في القلب، ورعشة، وبرودة في يده، عندما تأتي له الحالة يصاب بالعطش، ويقول بأنه يحس بالاختناق، فيستيقظ في الليل فزعاً ثم يهدأ، أصبح يخاف من المرتفعات البسيطة، ومن سرعة السيارة، أخذناه إلى الأطباء وقمنا بالفحوصات وكل شيء سليم -بفضل الله-، قدم لنا الطبيب اقتراحاً بأخذه إلى الطبيب النفسي، وبالفعل قمنا بذلك، وتم وصف هذه الأدوية له: (dogmatil 50 ml , Gasec , Relaxon , parafon seroxat , IVDERAl tablets 10 mg).

طبيبة القلب أخبرتنا بأنه لا يجب أن يأخذ أدوية نفسية، وهو دون سن العشرين، وأن الأدوية النفسية متاهة، ويجب أن يوقفها بالتدريج، وبالفعل فعل أخي ذلك، فأخذناه عند راقي وقرأ عليه القرآن، ولكن الحالة عادت له البارحة، فما هو سببها؟ وما علاجها؟ كيف نتعامل معه إذا أصابته الحالة؟ احترنا .. فهل حالته نفسية أم جسدية؟ وهل يجب أن يأخذ الأدوية النفسية وهو دون العشرين؟ وما هو العلاج؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوبات الهرع والهلع مخيفة جدًّا للنفس، خاصة لليافعين من أمثال أخيك -حفظه الله-.

العلاج -أيتها الفاضلة الكريمة- له أربع محاور، هنالك علاج بيولوجي، أي دوائي، وهنالك علاج نفسي، وهنالك علاج اجتماعي، وهنالك علاج إسلامي، هذه المكونات الأربعة التي اعترف بها حتى الكليات والمراكز العلمية المحترمة في الغرب وفي أمريكا.

إذًا الدواء يعتبر مهمًّا في حالته، والعلاج النفسي يعتمد على المساندة والاستبصار وتشجيعه، والعلاج الاجتماعي أيضًا مهم، وهو أن نُشعره بأهميته الاجتماعية، وأن يطور من مهاراته، وأن يجتهد في دراسته، والعلاج الإسلامي قطعًا يجب أن يكون على رأس الأمر، ويتمثل في أن يؤدي صلاته على أفضل ما يكون، وأن يكون بارًا بوالديه، وأن يتمسَّك بكل ما أمر به الدين.

هذه هي المكونات العلاجية الرئيسية، وبالنسبة للأدوية: مفيدة ومهمة، وما قالته طبيبة القلب مقبول، لكن الحقائق تقول أن الأدوية النفسية إذا أُعطيتْ بواسطة المختص الذي يُوثق به فيجب أن تؤخذ، لأنها فاعلة وسليمة ومفيدة، فأرجو أن تذهبوا بأخيك هذا إلى طبيبٍ نفسيٍ مختص في الأمراض النفسية للأطفال واليافعين، سيكون أفضل طبيب لرعاية حالته، وإعطاؤكم النصح والإرشاد اللازم.

الرقية الشرعية طيبة ومطلوبة، لكن العلاج النفسي السلوكي الدوائي أيضًا مطلوب في حالة هذا الابن -حفظه الله-.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً