الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من السحر الذي عطل زواجي وقلب حياتي رأساً على عقب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة جامعية أدرس الماجستير، عمري 29 سنة، كان يتقدم لخطبتي رجالاً يتميزون بالجمال والوسامة، ولكنني كنت أرفضهم لأكمل دراستي وأنا في الغربة، ولخشيتي من الوقوع في الخطأ -لا قدر الله-، أرغب بالزواج بشخص حسن الخلقة والخلق، ولكن لا يتقدم لخطبتي سوى الذين لا يتمتعون إلا بالبشاعة، -وأنا على قدر من الجمال-، ومن هم غير مؤهلين علمياً، تعرضت لثلاث أنواع من السحر، أحدهم لتعطيل الزواج، والآخر لأفقد قدرتي على العزف والرسم والكتابة، والأخير لتنفير الناس مني، والهدف من ذلك هو قلب حياتي رأساً على عقب.

أصبحت أعاني أفكاراً سوداوية، كرهت الحياة، وزال الخير الذي كان في يدي، وأصبحت ألهث وراء ما أريد دون جدوى، وبقيت في تعاسة أبدية، جربت كل أنواع الرقية الشرعية، تحسنت بنسبة 80%، ولكن ما زال أمر الزواج معطلاً، لقد كرهت الزواج، وكرهت الرجال بسبب من تقدم لي بأشكالهم البشعة، فماذا أفعل؟

ساعدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقتٍ وفي أي موضوعٍ، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، واعتداء المعتدين.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فأنا أرى أنك في آخر سطر من رسالتك بيَّنتِ أنك جربت كل أنواع الرقية الشرعية، وأنك تحسَّنت بنسبة ثمانين بالمائة، ولكن ما زال أمر الزواج معكرًا وفظًّا -كما ذكرتِ- فأنا أقول بارك الله فيك:

أنت قد عرفت العلاج، ولا تحتاجين لكلامٍ أكثر مما أكرمك الله -تبارك وتعالى- به، فإن ثمانين بالمائة من نسبة العلاج هذه نسبة جيدة جدًّا، وأنت تعلمين ذلك، ولذلك حتى تصلين إلى درجة الامتياز نحتاج إلى مواصلة الرقية، أو البحث عن رقية أيضًا بطريقة أخرى، وأنا أنصحك برقية عسى الله -تبارك وتعالى- أن ينفعك بها، وهي:

أن تجلسي وحدك، وأن تأتي بِقِدْرٍ (إناء) تضعين فيه قدرًا من الماء، وتبدئين في قراءة الفاتحة لواحد وأربعين مرة -هذه طريقة مجربة، جرَّبها الكثير من إخواننا ونفعهم الله به نفعًا عظيمًا- وبعد كل عشر مرات من قراءة الفاتحة تنفثي على نفسك من الجيب -فتحة الصدر- وعلى الماء، حتى تنتهي من قراءة الفاتحة واحداً وأربعين مرة، ثم بعد ذلك تقرئين قول الله تعالى: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} أيضًا واحد وأربعين مرة، بنفس الترتيب.

وبعد ذلك تقرئين آية الكرسي عشر مرات، وتقرئين المعوذات الثلاث عشر مرات (سورة الإخلاص – سورة الفلق – وسورة الناس)، وتشربين من هذا الماء، ويمكنك أن تغتسلي به، -شريطة أن يكون في مكانٍ بعيدٍ عن دورات المياه-، -وبإذن الله تعالى- أنا واثق أن هذه الإضافة سوف ينفعك الله -تبارك وتعالى- بها نفعًا عظيمًا.

أضيفي إلى ذلك -بارك الله فيك- الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يشفيك، لأن الدعاء أهم من ذلك كله، فإن سلاح المؤمن الدعاء، والله تبارك وتعالى ما منحنا سلاحًا أعظم من السلاح ولا أنفع من الدعاء، بل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، وقال: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)، وقال: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء)، فأنا أوصيك -يا بُنيتي- بالدعاء والإلحاح على الله تعالى، والطلب من والدتك وأهلك ومن المقربين منك الدعاء لك، لأن دعاء المسلم لأخيه لا يُرد، فأيضًا يدعون ويسألون الله تعالى الشفاء لك.

أضيفي إلى ذلك -بارك الله فيك- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأن تجتهدي ألا تنامي إلا على طهارة أيضًا، وأن تظلي تقرئين أذكار النوم حتى تغيبين عن الوعي، وأنصحك كذلك بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل -هذا المقرئ المصري- وهي موجودة على النت، له رُقىً صغيرة مساحتها نصف ساعة، وهناك رقية طويلة لمدة تسع ساعات ونصف، ويمكنك أن تجعلينها تعمل بالليل، استمعي لها ما دمت مستيقظة، واتركيها تعمل -بإذن الله تعالى- ليلاً، لأن هذه -بإذن الله تعالى- ستمحو آثار السحر محوًا، وبذلك سترين العافية في أقرب وقت.

لا مانع أيضًا من الاستعانة برقاة جُدد غير الذين عرفتيهم، لعل الله أن يكون قد جعل الشفاء الكامل على أيديهم، والله على كل شيء قدير، أسأل الله أن يوفقك لطاعته ورضاه، ويصرف عنك كل سوء، وأن يرزقك زوجًا صالحًا طيبًا يكون عونًا لك على طاعته ورضاه في القريب العاجل، إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً