الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الدوخة وانعدام الرؤية عند عمل تحليل دم أو حجامة

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الدوخة وانعدام الرؤية عند عمل تحليل الدم أو الحجامة، أو عندما أشاهد الممرض يسحب دماً من شخص آخر.

علما أنه ليس لدي فقر دم، فما علاج هذه المشكلة المزعجة؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرض الفوبيا Phobias هو أحد الأمراض النفسية المعروفة، وله صور كثيرة ومتعددة، من بينها الخوف من الدم، سواء رؤية جرح أو في المختبرات أثناء إعطاء عينات الدم، ومن المهم معرفة طبيعة المرض حتى يمكن التعامل معه.

لابد من القول بأن الخوف والقلق والتوتر مشاعر إنسانية طبيعية، لابد من القبول بها وتحملها، بل والاستفادة منها في التعامل مع مسئوليات الحياة، ولابد من التكيف معها، وإن البوح بالمخاوف والتكلم عنها بحرية مع شخص موثوق فيه والرغبة في المساعدة من الوالدين والإخوة والأقارب، وإذا لزم الأمر الطبيب، وكذلك مجرد التكلم والمناقشة وتبادل الخبرات والطمأنة يخفف كثيرًا من تلك المخاوف، ويدلنا على طرق رائعة للتعامل معها.

عندما تتعدى المخاوف قدرتنا واحتمالنا وخبرتنا الحياتية يستلزم الأمر العرض على طبيب نفسي خبير وموثوق، لاستعمال طرق منظمة ومحكومة ومجربة تساعدنا على مواجهة تلك المخاوف بدون انتظار مفاجأة للشفاء الفوري بل التحسن في أصل تلك الحالات يأتي بالتدريج وليس بين ليلة وضحاها، ويعتبر العلاج النفسي للفوبيا من أفضل العلاجات بل وأعظمها فائدة، وأكثرها استقرارًا وبقاءً بعد انتهاء العلاقة العلاجية مع المعالج.

من أهم طرق العلاج لمرض الفوبيا من الدم هو التعرض التدريجي لمصادر الخوف وأنواعه لمدد محدودة تتصاعد تدريجيًا يتم خلالها تعلم كيفية مواجهة المخاوف، والاعتياد عليها لمدة دقائق، ثم تتزايد تلك الدقائق إلى ساعات.

لذلك فإن التعرض والعيش مع تلك المخاوف، وعدم الهروب منها مثل: رؤية صورة لنقطة دم حتى يتم التعود عليها، ثم مشاهدة نقطة دم طبيعية، ثم مشاهدة فيديو لعملية سحب الدم حتى تقل المخاوف تدريجياً، ثم مشاهدة عملية سحب الدم في المختبر، وفي كل مرة تحتاج إلى الجلوس مع الطبيب النفسي لعرض تجاربك السابقة، وعرض مخاوفك ومعرفة طريقة التغلب عليها.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً