الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقتي أصبحت تشغل كل تفكيري، ولا أستطيع العيش بدونها، أرشدوني ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

حالتي أعتبرها غريبة، صديقتي مسافرة، ولم أرها منذ 9 أشهر، في الأيام الأولى التي كنا فيها مع بعض لا أشعر باتجاهها بأي شعور سوى شعور الصديقة فقط، ولكنني مع سفرها أصبحت حالتي غريبة، أصبحت أفكر فيها كل يوم، وفي كل دقيقة، وإذا مر يوم ولم أحادثها فيه على الإنترنت أشعر بضيق، وأن شيئاً ينقصني.

أصبحت أحبها كثيراً، وأحلم بها كل يوم، وصارت كل وظيفتي في الحياة أن أتحدث معها، وأفكر فيها فقط، وأحيانا عندما ينفصل الإنترنت أبكي؛ لأنني سوف أنقطع عنها، أرجوك فسر لي حالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر الصديقة، وندعوك للاعتدال والتوازن في علاقتك معها، ونسأل الله أن يجعل صداقتك لها في الله، وأن يجمع بينكن على طاعته سبحانه، وأن يلهمك السداد والرشاد.

نتمنى أن تكون صداقتك لها قائمة على الإيمان والتقوى، والتناصح، والتعاون على الخير، وكل صداقة أو أخوة لا تقوم على ثوابت الدين تنقلب إلى خسارة في الدنيا، وعداوة في الآخرة: قال سبحانه: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.

وفي الحكمة أحب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.

وأنت بحاجة لوقفات مع النفس؛ لتجيبي على التساؤلات الآتية:

1- هل صداقتي لها لله أم لمصالح ومظاهر دنيوية؟

2- إلى أي مدى ستؤثر علاقتي بها على عباداتي وعلى علاقتي مع أفراد أسرتي؟

3- أليس من مصلحتي ومصلحتها أن نعمل على توسيع دائرة العلاقات مع صديقات صالحات حتى لا يشتد الحزن عند ذهاب إحداهن أو انشغالها في حياتها الأسرية؟

4- أليس في التعلق الزائد ما يهدد الاستقرار، والتوازن النفسي، والأسرى، وأهم من ذلك الوظائف الشرعية؟

ومن هنا فنحن ندعوك إلى:

1- اللجوء إلى الله.

2- تحديد أوقات محددة للتواصل.

3- تخصيص جزء من الوقت للتناصح.

4- تعويد النفس على ترك الاتصال أحيانا.

5- تشجيع النفس والصديقة على مصادقة الصالحات.

6- عمارة القلب بحب الله، وجعل حب الله قاعدة الانطلاق في كل شيء.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بمخالفة النفس والتحكم في المشاعر، لأن ما يحصل فيه ضرر لكل الأطراف، والحب الحقيقي يقتضى النصح للنفس وللغير.

ونسأل الله أن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يشغلنا وإيك بالخير، وأن يملا قلوبنا بحبه وحب العمل الذي يقربنا لحبه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً