الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أكون عالما متفقها في الدين فما الطريقة؟ ومن أين أبدأ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أريد أن أكون عالما متفقها في الدين، فما الطريقة؟ ومن أين أبدأ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن مخدم حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك –أيها الحبيب– في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، كما نشكر لك علو همتك ورغبتك في التفقه في الدين، وهذه علامة -إن شاء الله تعالى– على أن الله تعالى يريد بك الخير، فإن النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم– يقول: (من يُرد الله به خيرًا يُفقهه في الدين) فإذا رزقك الله تعالى الرغبة في الفقه في الدين والرغبة في تعلُّم أحكامه وحفظ حدوده، فهذا بداية الخير، ونرجو الله تعالى أن يوفقك ويأخذ بيدك لإكماله وإتمامه، كما نتمنى أن تعزم وتجِدَّ للوصول إلى تلك الغاية، فإن الأماني وحدها لا تُفيد.

ومما يُعينك على تأكيد هذا العزم في قلبك وتحصيل أسباب الاجتهاد: الجلساء والأصحاب، فنوصيك بأن تُحسن اختيار الأصحاب، فجالس طلبة العلم الجادين فيه، المجتهدين في تحصيله، الراغبين في البلوغ إلى الدرجات العليا والمقامات الرفيعة، فإن الأصحاب يؤثرون على هِمَّة الإنسان، كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (المرء على دين خليله).

وأما الطريقة التي تبدأ بها –أيها الحبيب– فالطريقة هي: أن تُجالس أهل العلم، وتتلقى عنهم في مراحلك الأولى، فاختر من المعلمين والمشايخ من تثق في علومهم، ممَّن يُعرفون بالعلم بين الناس، ويُعرفون بسلامة المنهج وحُسن السيرة، فالتفقه على المشايخ في أول الطريق أمرٌ لا بد منه.

وابتدئ –أيها الحبيب– بدراسة الكتب المختصرة اليسيرة لمذهب من المذاهب المتبوعة، كالشافعية أو الحنابلة أو المالكية، بحسب ما يُيسِّر الله تعالى من وجود المعلمين والعلماء في بلدك، ابتدئ بدراسة مختصر في الفقه، ومختصرات يسيرة في علوم الآلة كالنحو والصرف وأصول الفقه ومصطلح الحديث، فإن هذه علوم خادمة لعلم الفقه، يحتاجها الطالب لا محالة.

وأنت في مراحلك الأولى لا غنى لك عن مُعلِّم يُرشدك في كل ما تُقدم عليه، سواء في دراسة الكتب واختيارها، أو في كيفية الترتيب ووضع السُّلَّم التعليمي الذي ينبغي أن تسلكه، ولكن هذه إرشادات وضعناها بين يديك وإنارات أنت تحتاجها ولا بد، ومما يُفيدك في هذا المجال أيضًا أن تستمع للدروس المسجلة لكبار العلماء كالعلامة ابن عثيمين –رحمه الله تعالى– فله شروح مفيدة ممتعة على كثيرٍ من مختصرات العلوم كالنحو وأصول الفقه، وكذا الفقه والحديث ومصطلح الحديث، وهي موجودة على موقعه على الإنترنت، فتتمكن –بإذن الله تعالى– بالانتفاع بها غاية الانتفاع.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً