الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أخرج زوجي من حالة الجمود العاطفي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة من رجل أو أقول نصف رجل، لا أحس -بصراحة- أني متزوجة، فلم ألمس في زوجي أي معنى للرجولة، حاولت أفهمه أهمية أن يهتم بالمشاعر والعواطف، وبينت له ما لها من أثر في تعميق وتوثيق الروابط بين الزوجين، ولكنه لم يصغ، واعتبرها أشياء تافهة!

نظرته إلى الزوجة مثل نظرة أجداده القدامى، أحس بأنه أناني، يسعد نفسه ولا يهتم بي، أحس بأنني بدأت أموت وأتجمد من داخلي بسبب إهماله، لا يحضنني إلا عندما يرغب بي، الملاطفة والمداعبة أشياء ليس لها قيمة في نظره، مهما حاولت أن أشرح له، فلا أجد له صدى في نفسه! صار لي أربع سنوات على زواجي، ولم أذق طعم السعادة، لا أعرف هل الذي تزوجته رجل أم جليد عديم الإحساس؟!

لقد تشوهت صورة الرجال في نظري -مع أني أعرف أنه ليس جميعهم على شكل واحد- أعاني الآن من إحباط، ودائماً عصبية، كل الذين لجأت إليهم ليساعدوني، قالوا لي بأن عقله جامد، ولا يفهم إلا على طريقته، أو ما يقول له عقله!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أسيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يسعدك بطاعته، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

لا شك أنه ما من إنسان إلا وفيه جوانب إيجابية وأخرى سلبية، والإنصاف أن نضع السيئات إلى جوار الحسنات ثم ننظر وننصف في الحكم، وهذا نور نقتبسه من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)، وكذلك ينبغي أن تفعل المرأة مع زوجها، ومن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط، وكفى المرء نبلاً أن تُعد معايبه.

ومن واجبك أن تعاوني هذا الزوج على التخلص من هذه السلبية والبرود، وأرجو أن تصبري، فالذي يظهر أن عمر زواجكما قصير، والطباع لا تتغير بين يوم وليلة، وهناك أشياء سوف تعينك على تغير هذا الزوج، منها ما يلي:

1- أن تهتمي بإظهار مشاعر الود والمحبة تجاهه، ولا تعامليه بالمثل.
2- أن تهتمي بزينتك ورشاقتك، وحسن ترتيب منزلك، واحرصي على أن لا يشم منك إلا أطيب ريح.
3- أن تعرفي أن عدم إظهاره للعواطف لا يعني أنه خالٍ من هذه المشاعر، ولكن الكثير من الناس لا يحسن التعبير عن عواطفه، ولكن تلك المشاعر تظهر عند الأزمات والظروف الصعبة.
4- أن تشجعي كل بادرة تحسن، ولو كانت يسيرة، وتجنبي النقد اللاذع والمقارنات السلبية.
5- أن تعرفي أن الحياة الزوجية ليست عواطف فقط، ولكنها مسئولية ومشاركة، فإذا كان الزوج يقوم بمسئولياته ويهتم براحتك والإنفاق عليك، فهذا دليلٌ على حبه وتقديره لك.
6- لا تنخدعي بالعواطف المحرمة التي تُعرض في الشواطئ وعلى شاشات وسائل الإعلام والإنترنت، فتلك مشاعر حيوانية، وابتسامات مدفوعة الثمن، وهم مع ذلك يظهرون هذا الجانب فقط، ولكن روائح الشرور تفوح من أوساط هؤلاء.
7- أجدادنا القدامى كانت عندهم عواطف محتشمة، وقد لاحظناها عندما يفقد الرجل زوجته أو العكس، والفرق فقط في التعبير عن العواطف، فقد كان الأجداد إذا قطعت السكين يد زوجته مثلاً ينتهرها، ويقول لماذا لم تنتبهي؟ ولكنه من داخله يحترق ويتألم؛ أما الآن فإذا حدث نفس الموقف فسوف يقول الزوج تسلم يدك ويظهر التوجع والألم.
8- إذا كان زواجكما في البداية فأرجو أن أنبهك إلى نقطتين:
- أن الرجل يحتاج لوقت ليتعود التعبير عن مشاعر الحب، خاصة إذا تربى في بيئة محتشمة.
- الرجل يحتاج لفترة انقطاع ليعيد للعواطف اتزانها، فقد يهتم الرجل بمشاعر زوجته ثم يُصاب بفتور ويعود بعد فترة، وهكذا، وقد أثبتت الدراسات الدقيقة أن هذا شيء طبيعي في الرجال، وغالباً ما تشتكي النساء من هروب الزوج من المنزل أو صمته وشروده ذهنياً إذا حضر، وهنا لابد من الصبر والتفهم لطبيعة الرجال، وتقدير هذه الحالات، لأنها مما جُبل عليه الرجال.
9- إذا كان هذا الرجل يحضنك في بعض الأوقات فهناك أملٌ كبير في التحسن، وأرجو أن تتفاعلي معه، ولا تكثري عليه من اللوم والعناد.
10- احرصي على حفظ أسرار زوجك وبيتك، ولا تخبري أحداً بما تشعرين به أو تفقدينه، وشكراً لك على عرض الأمر على أهل الدين والصلاح في المؤسسات الدعوية، فهم مؤتمنون على الأسرار ولله الحمد.
11- ذكري هذا الزوج بلطف بأن رسولنا -عليه صلوات الله وسلامه- كان ضاحكاً بساماً مع أهله، حريصاً على إدخال السرور عليهن، وهديه -صلى الله عليه وسلم- هو أكمل هدى، وبه ينبغي أن يتأس كل مسلم، وقد ورد أنه كان يسابق عائشة -رضي الله عنها- ويضع فمه في المكان الذي وضعت فيه فمها ويشرب، وتدافع معها مرة عند الباب، وكان يناديها بالحميراء، ويقول يا عائش، وأعلن عن حبه لها، إلى غير ذلك من المواقف المشرقة في سيرته -صلى الله عليه وسلم- وهذا كله مكتوب في الكتب وموجود في أشرطة العلماء الفضلاء، ونقترح عليك مشاركة الزوج في السماع والقراءة، وننصحك بالصبر، ولا داعي للعصبية والقلق، وسوف تزداد هذه المشاعر مع قدوم الأطفال ومرور الأيام.

نسأل الله لكما دوام التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق ام عبدالرحمن

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كلامك صحيح يااختي وانا من تجربتي الرجال تعويد الي تعوده زوجته على عدم المسؤلية لتعتب عليه انا ماحملته لزوجي والله ثقل ولاحس بعبئ الحياة لأن كان حاله ضعيف واول منفتح عليه باب رزق خاني مع متزوجة ساقطة ماكول انه اقام علاقة فراش والعياذ بالله.. بس يكفي انه غدر فيني وكذب عليه مع الاسف سقط من عيني واحس فقدت الثقة فيه نهائياً رغم هذا انا والله احبه واحب اطفالي لكن مااحس بأمان معا حتى اني بديت افقد من وزني واحس اني كبرت عشر سنين الله يهدي جميع الأزواج

  • رومانيا ا م ح

    اختي الفاضلة لازم تصبري على زوجك وادعي ربك وانت ساجدة في قيام الليل ان يصلح الله لكي زوجك ويصلح ما بينكما

  • فلسطين المحتلة salma

    انا مشكلتي نفس مشكلتك وزوجي احسه من اسمنت مش بني ادم وما في مشاعر بتاتا وهاد قهر وحزن على قلب المرأة ولكن ادعي لربي يصبرني عليه ويصلحه من ناحيتي

  • الجزائر سومه

    اختي العزيزة ان الشي الذي تعانين منه هو نفس المشكل الذي اعاني منه وللاسف ليس كل ما هوحلو عسل في الدنيا هذي كاين ليعرف ان مرأة هي اكل وشرب ونوم واولاد ولكنه ينسي بان للمرأة حق ولها احساس ومشاعرها حساسة وشيئ مفرح اكتراث الزوج لها و اعطاءها كل احاسيس ومشاعر طيبة

  • العراق aaa

    الله يهديكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً