الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم نزول الدورة إلا بحبوب، فما السبب وما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة منذ سنة وسبعة أشهر، ولم يحدث حمل إلى الآن، والدورة لا تنزل إلا باستخدام الحبوب، من قبل الزواج وبعد الزواج، ولم تنتظم في بداية الزواج.

بعد مرور شهرين من الزواج لم تنزل الدورة، عملت تحليل الحمل، وكان سلبيا، فقمت بتحاليل شاملة للهرمونات والغدة، وكانت كل التحاليل سليمة، فصرفت لي الطبيبة كليمن، واستمريت في أخذه ستة أشهر، إلا أنه عند استخدامه ينزل الدم بعد الدورة بأسبوع، ويستمر لعدة أيام، فاستبدلته الطبيبة بالبريملوت، وكان جيدا، استمريت في أخذه أكثر من سبعة أشهر، ونفعني؛ حيث أوقف نزول الدم بعد الدورة.

وبما أنه لم يحدث الحمل طول هذه الفترة، عملت تحليل البروجسترون في اليوم 18 من الدورة، وتبين وجود ضعف شديد، حيث كان الرقم 2، فأخبرتني الطبيبة بأنه السبب في عدم انتظام الدورة ونزولها بشكل طبيعي، فاستبدلت البريمولت بالدوفاستون، استعملته في اليوم 18 من الدورة، إلا أنني أصبت بصداع شديد، وارتفاع في درجة الحرارة، كأنني محمومة، مع شعور بالدوخة.

وفي اليوم الخامس، ومع استعمال الدوفاستون نزل دم غليظ، واستمر حتى أثناء استعمال الحبوب، فراجعت الطبيبة، وطلبت مني التوقف عن أخذه فورا، وأخبرتني أن جسمي لا يتحمل الدوفاستون.

في ثاني يوم من نزول الدم أخذت المنشط كلوميد، وكنت أول مرة أستخدمه، وتابعت التبويض، ولم يتبين شيء إلا في اليوم 17، حيث ظهرت بويضات صغيرة، ولا أعلم إن كان التبويض متأخرا، أم أن الكلوميد أخر التبويض؛ لأن قبل استخدام الكلوميد، كنت أتابع التبويض، فتظهر بويضات صغيرة في اليوم العاشر، والطبيبة تقول: احتمال أنه تكيس، فعملت فحصا وكان حجمها 9،5 في اليوم 15، ثم فحصت في اليوم 18 فلم توجد بويضات.

أنا في حيرة من أمري، لماذا لا تنزل الدورة بشكل طبيعي، ولا بد من استخدام الحبوب؟ وهل عندي ضعف في التبويض؟ وهل البريملوت يؤثر على حدوث الحمل؟ وهل يستخدم مع الكلوميد؟ ولماذا حدث معي ارتفاع الحرارة عند استخدام الدوفاستون؟

أرجو الرد على جميع أسئلتي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالدورة الشهرية المنتظمة منظومة مكونة من مثلت متكامل ومتعاون، وأضلاعه: هرمونات الغدة النخامية، والتي تحفز المبايض وتساعد في نمو البويضات، والتي يتحكم فيها غدة أعلى المخ تسمى hypothalamus، بالإضافة إلى إفراز هرمون الحليب، والمبايض والهرمونات الناتجة عن التبويض، والرحم.

ووجود مشكلة في أي ضلع من هذا المثلث تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وخلل في التبويض، والاضطرابات في الدورة الشهرية تحدث بسبب ضعف التبويض الناتج إما عن ضعف ونقص الهرمونات المحفزة التي تفرز من الغدة النخامية، أو عن وجود بعض الأمراض الوراثية، نتيجة خلل في الكروموسومات، ولذلك من المهم أن يكون حجم الثديين طبيعيا، وليسا ضامرين، بالإضافة إلى نمو شعر العانة وشكل الأعضاء التناسلية الخارجية.

وقد ينتج خلل الدورة الشهرية بسبب التكيس على المبايض أو وجود أكياس وظيفية، وهذا يؤدي إلى خلل هرموني، وبالتالي تصبح بطانة الرحم ضعيفة جدا لا تسمح بنزول دورة شهرية منتظمة، وإذا نزلت تكون غزيرة في بعض الأحيان؛ لأن المسؤول عن الدورة في تلك الحالة هرمون واحد فقط هو الإستروجين، وليس الاثنين.

وقد يرتفع هرمون الحليب prolactin، وقد يحدث كسل في وظائف الغدة الدرقية، وهذا الارتفاع وذلك الكسل يؤديان إلى خلل واضطراب في الدورة الشهرية، والأمر يحتاج إلى متابعة مع استشاري غدد صماء، واستشاري نسائية لعمل الفحوصات اللازمة، وهي فحص هرمون الحليب وهرمون الذكورة وهرمونات المبايض، وعمل سونار على المبايض والرحم، والتحاليل المطلوبة هي: FSH - LH -- PROLACTIN- TSH-Free T4 -- DHEA--ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

ولإعادة تنظيم الدورة والمساعدة في علاج التكيس، يمكنك الاستمرار على تناول حبوب منع الحمل ياسمين لعدة شهور أو أكثر، يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، والغرض من تناول تلك الحبوب وقف حالة التكيس وعلاج الأكياس الوظيفية -إن وجدت- وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض.

والتكيس يحدث بسبب الوزن الزائد، ويحدث حتى مع الوزن القياسي، وإنقاص الوزن يحتاج إلى حمية، وممارسة الرياضة بشكل يومي، والمشي نصف ساعة على الأقل يكفي لذلك، مع تناول قرص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، لمدة 6 شهور؛ لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، مع حبوب فوليك أسيد 5 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأن هذا الفيتامين ضروري لتقوية العظام والوقاية من مرض هشاشة العظام فيما بعد.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع شرب أعشاب البردقوش والمرمية وحليب الصويا، وكل هذه الأشياء قد تساعد في علاج التكيس؛ لأن لها بعض الخصائص الهرمونية.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً