الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يوجد علاج للقشرة وتساقط الشعر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من القشرة في شعري منذ سنوات، وقد استعملت جميع أنواع الشامبو ضد القشرة، ولكن لا توجد نتيجة، حتى أني اعتقدت أنها مرضاً مزمناً.

كما أن لدي الثعلبة، ولم آخذ أي علاج لها من قبل.

ولدي تساقط في شعري، هل هو بسبب القشرة أم الثعلبة؟ وما هو علاج القشرة؟ وعلاج تساقط الشعر؟

مع العلم أن شعري خفيف ويتساقط بشدة، فما هي نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعر الموجود في فروة الرأس يمر بثلاث مراحل: مرحلة النمو الـ (Anagen)، ومرحلة الكمون الـ (Catagen)، ومرحلة السقوط الـ (Telogen)، وحوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو, ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط, وتستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 أشهر.

ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة، مثل: اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، أو العمليات الجراحية، أو ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظاً بعد حوالي 4 أشهر من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى مثل: الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق.

أنصح بأخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص, وتوقيع الكشف الطبي على الشعر, وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر, وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض إن وجدت -لا قدر الله-.

النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـ Telogen Effluvium وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

يجب التأكد كذلك من عدم وجود صلع وراثي، وهو عادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل الــ Dermoscope، ويمكنك مراجعة الطبيب؛ للتأكد من التشخيص، وبدء العلاج المناسب مبكرا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.

من الأمور المهمة جدا أيضا، الاهتمام بالصحة العامة، والعناية بالشعر بالشكل الأمثل حتى ينمو في أفضل صورة بالنسبة لطبيعة شعرك، والمعلومات التالية سوف تكون مفيدة لك:

• الاهتمام بالتغذية الصحية (لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن)، وشرب كمية كافية من الماء يوميا.

• الاهتمام بالصحة العامة وممارسة الرياضة؛ لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.

• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه على أن يكون بالتباعد لكي يبقى الشعر نظيفا، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر، يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختار النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام، وقد يساهم ذلك في العلاج أو التخفيف من مشكلتك.

• يفضل تجفيف الشعر برفق بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد السنون من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضع أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل والموس وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنب فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

أما بالنسبة للقشرة: فهي نوع من أنواع الأكزيما الدهنية بفروة الرأس، وهي ليست من الأسباب المتعارف عليها لتساقط الشعر، وهذا النوع من الأكزيما يكون متكرراً، بمعنى أنه قد يختفي لفترة أو تقل شدته، ثم يعاود في الظهور، أو التهيج مرة أخرى، ويجب التكيف مع المشكلة التي تعاني منها واستخدام العلاجات المتاحة بشكل فعال وآمن في نفس الوقت، حتى يتم السيطرة على مشكلتك بدون آثار جانبية؛ لأن أغلب العلاجات الفعالة تحتوي على الكورتيزون الموضعي.

ويمكنك استعمال علاجات طبية فعالة للتخلص من هذه المشكلة مثل: Betnovate scalp application or Elocom lotion بواقع مرة واحدة يومياً لمدة من أسبوع إلى أسبوعين فقط حسب الحاجة، حتى يتم التخلص من القشور والالتهاب والحكة إذا وجدت –لا قدر الله-، ثم تستمر بعد ذلك في استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة مرة أو مرتين أسبوعياً حسب الحاجة، بشكل تبادلي بين الأنواع المذكورة لاحقا حتى تحافظ على فروة الرأس صحية، وخالية من القشور، وهذه الشامبوهات هي: الـ Selenium sulphide أو Phytheol intense، أو Decros antidandruff، أو Kelual DS.

وبهذا الأسلوب العلاجي يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعاني منها، وإذا عادت المشكلة مرة أخرى؛ فيمكن استخدام العلاج الطبي، ولكن لوقت قصير، وهكذا، وأنصح أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي.

أخيرا بالنسبة لمرض الثعلبة: هو مرض جلدي يؤدي إلى فقدان الشعر في أماكن محددة، وليس بالوصف المذكور لتساقط الشعر في استشارتك, وعادة ما تصيب الثعلبة فروة الرأس, ولكنها يمكن أن تصيب أي مكان به شعر, مثل: الذقن, والشارب, والحواجب, والرموش, وغيرها من الأماكن التي يوجد بها شعر.

توجد أنواع من الثعلبة تؤدي إلى فقدان كل شعر فروة الرأس أو الجسم تقريباً، ويجب زيارة الطبيب كما ذكرت سابقا؛ لتقييم كل تلك الأمور بشكل إكلينيكي، وعمل اللازم تجاه ذلك.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً