الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعد تقصيري في حق الله سببا في تأخير الزواج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا بعمر 25 سنة، أعاني من القلق حول تأخر الزواج، فأنا لا أصادق إلا الفتيات، وأرفض كل شاب يريد التعرف علي، كما أنني أعلم بأني لست جميلة المظهر كأخواتي، فأنا أقلهن حظا من حيث الجمال، وأظن أن هذا أحد الأسباب، رغم أني أدعو الله كثيرا أن يرزقني بالزوج الصالح الذي أؤسس معه أسرة مسلمة صالحة، والله يعلم ما في قلبي من نية.

أعلم أن سني مقبول للزواج، ولكني أشعر بأني لن أتزوج يوما، خصوصا عندما أرى نسبة العزاب
بيننا، وأعلم أيضا أني مقصرة في حق الله تعالى، فأنا أتأخر أحيانا في صلاتي بحكم عملي، وأقرأ القرآن كل جمعة فقط، وأتمنى فعلا أن يغفر الله تقصيري، ويهبني من لدنه ما أتمنى.

ادعوا لي معكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل وحسن العرض للسؤال، ونحيي شعورك بالتقصير في حق ربنا الكبير المتعال، وأرجو أن يحملك ذلك على مراجعة النفس وتحسين الأقوال والأفعال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يرزقك بصالح من الرجال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

ليس هناك داع للقلق، فكل فتاة جميلة بأدبها وحيائها وإيمانها جميلة، لأن الجمال مقسم، والنعم مقسمة، والجميلة ستجد من يراها أجمل، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع.

أرجو أن تتذكري أن قلوب النساء والرجال بيد الرحمن يقلبها ويصرفها، وأن الكون ملك لله، ولن يحدث فيه إلا ما أراده الله، ولكل أجل كتاب، والسعيدة من رضيت بالله وعن الله، وشغلت نفسها بما يرضى الله، وقامت بما خلقت لأجله، وانتظرت من الله الخير، وتفاءلت وأحسنت الظن بربها، وتوكلت عليه وشغلت نفسها بذكره وشكره وحسن عبادته.

عليك أن تفعلي الأسباب المشروعة، وقد أسعدنا أنك ترفضين العلاقات خارج الأطر الشرعية، وهكذا ينبغي أن تكون فتاة الإسلام التي أرادها الله، مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، ومن الأسباب التي عليك اتخاذها:
- الدعاء ثم الدعاء.
- المشاركة في الأنشطة المجتمعية النسائية.
- إظهار ما وهبك الله من ذوق وأدب.
- إبداء ما وهبك الله من حسن ودلال وخصال بين جمهور النساء.
- الحرص على حسن استقبال أخواتك، واحترام الكبيرات، ورحمة الضعيفات، فلكل واحدة من النساء ابن أو أخ أو محرم يبحث عن أمثالك من الفاضلات.
- انتبهي لكلامك وتعليقاتك على الأشياء والأشخاص.
- حسن التوجيه لمن يحاول الاقتراب منك، وذلك بأن تقولي له: خالي فلان، وعمى فلان، وأخي فلان، فتواصل معهم، وهذا مما يرض الله أولا، ومثل هذا التصرف يزيد من احترام الشاب للفتاة، ويزيد من إصراره على القرب، وينجي الفتاة من الذئاب البشرية، ويزيد من ثقة أهل الفتاة فيها.
- احرصي على اكتساب مهارات، والتميز في كافة المجالات.
- تعلمي وتثقفي، واعلمي أن العاقل يطلب في الفتاة عقلها ونضجها.
-اتق الله في سرك والعلانية.
- أكثري من الاستغفار والصلاة والسلام على نبينا المختار والدعاء.
- احرصي على بر والديك وصلة رحمك.
- استمري في التواصل مع موقعك.

قد أسعدنا تواصلك وانتباهك لأهمية الاجتهاد والمحاسبة للنفس، ومن راجع نفسه وحاسبها خف عليه الحساب غدا.

نسأل الله أن يوفقك ويقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس امة الله

    اختي في الله اتركي الامور لله وحده فهو الادرى والاعلم بما يصلح لنا واعلمي انك لست الوحيدة في هذه الدنيا وانه يوجد من هن في مثل سنك واكبر منك من الفتيات الطيبات يعانين من نفس المشكلة وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون
    أسأل الله ان يرزقنا واياك وكل بنات المسلمين ازواجا صالحين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً