الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في الجلوس وعدم العمل بعد أن كنت نشيطة

السؤال

السلام عليكم، مشكورين على هذا الموقع الطيب

أنا متزوجة، وأمٌّ لأطفال، وأشعر بالتعب والضيق عند القيام بالعمل، ولم أكن كذلك سابقاً، فرغم رغبتي في القيام بأعمال المنزل، إلا أنني أبقى جالسة وأفكر، حيث أنني أشعر بضيق وآلام غير شديدة، وثقل في الرأس وأنا في المطبخ، فأرغب في الجلوس فقط.

أيضاً لا أتحمل الجلوس طويلاً أمام الكمبيوتر، حيث كنت أشتغل في بعض المواقع كمشرفة في الأقسام الدينية والمطبخية، لكنني لم أعد أتحمل الجلوس طويلا أمام الكمبيوتر، وأشعر بدوخة وعدم الرغبة في شيء، مع أنني أريد أن أطبخ وأعمل كالسابق، وأريد أن أكون نشيطة، فأخرج وأتمشى، وأقوم بتربية أولادي.

أرى في المنام الجن وناساً يسيئون لي، وقد تعبت من هذا الأمر، فهل هذا مرض نفسي، أم مس، أم مرض عضوي، أم عقاب من الله، أم ابتلاء؟ علما أنني راجعت الأطباء، واتفقوا جميعاً أنها حالة نفسية.

أنتظر حلاً لمشكلتي، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعانين منه ربما يكون نوعاً من اضطرابات المزاج، فأثر على نشاطاتك الشخصية والاجتماعية، وحل المشكلة يكمن في المواجهة والجلوس مع النفس، والبحث عن الأسباب التي أدت إلى ذلك، ولا بد من إيجاد الحلول بالطرق الواقعية بدلاً عن الخيال أو التناسي، وما دمت أنك تأكدت من الجانب العضوي، وأن صحتك الجسمية على ما يرام، فهذا حسن، وأتمنى أنك تأكدت بالتحديد من نشاط أو خمول الغدة الدرقية، والبحث عن العوامل التي أدت إلى نقصان سعادتك، وما هو الجديد الذي طرأ على حياتك، ولتبدئي بالحياة الزوجية، هل هناك ما يكدر صفوها؟ هل السبب هو مقارنة نفسك بالنساء الأخريات؟ هل هذا التعب والفتور سببه الروتين أو الشعور بالعجز عن مواكبة الحياة العصرية؟

إذا كان السبب ناتجا عن مشاكل مع الزوج، فالحياة الزوجية ينبغي أن تنظري إليها بأنها حياة تكاملية، يكمل فيها الزوجان بعضهما البعض، فإن كرهت من زوجك خلقا فلترضي منه آخر، وليس هناك إنسانا خال من العيوب، ولا تنظري لطاعة زوجك بأنها نوع من الذل والعبودية، بل هي أرفع درجات حسن التبعل، فالسمع والطاعة على المرء فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية،
إذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة، كما جاء في الحديث: عن نافع عن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة".

إذا كنت تعتقدين أن السبب هو كثرة الذنوب، فالله تعالى غفور رحيم يقبل العبد التائب المستغفر، وإذا كان السبب هو الظن بأنك ممسوسة، فقراءة القرآن علاج لذلك -إن شاء الله-.

نطلب منك أن تبعدي شبح العجز واليأس الذي خيم على قلبك وفكرك، وأن تستبدليه بروح التفاؤل والنظرة المشرقة للحياة، ومؤكد أن لديك العديد من القدرات والطاقات، فقط محتاجة لتفجير واستثمار بصورة جيدة، -وإن شاء الله- تصلين لما تريدينه، أو النظر إلى حال من هم أضعف وأقل منك صحة وعلماً وقدرة ومهارة، تعلقوا بالحياة فأبدعوا فيها، وحققوا الكثير من الإنجازات في مجالات حياتية مختلفة، ولتحاولي دائماً تحكيم العقل لا العاطفة، ولتنظري للأمور بنظرة واقعية، وأن تكون حلولك للمشاكل أيضاً واقعية، ولا تستسلمي فالحياة كلها مجاهدة ومكابدة، ونوصيك بالاستغفار وبالباقيات الصالحات، فهن معونة لك -إن شاء الله- في قضاء واجباتك ونشاطاتك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس fatma ben ayed

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً