الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب لديه الإمكانات المادية للزواج ويصبر عنه إرضاء لوالدته

السؤال

السلام عليكم.

أنا شابٌ عمري عشرون عاماً، وأرغب في الزواج، أعمل في مجال وظيفي ممتاز بالنسبة لوضع قطاع غزة، حيث أتقاضى راتب 600$، وأريد الزواج، ولكن أمي ترفض هذا الموضوع في هذا الوقت بشدة، أريد أن أتزوج لكي أقلع عن عادات كنت أفعلها، ولكي أطفئ شهوتي وأترك أفلام الجنس واتباع قصص الجنس، مع العلم بأني من الملتزمين بالصلاة، ولكن الشيطان يوسوس للإنسان .

إني متعب بسبب هذه الأفلام، تضيع صلاة الفجر سواءً في البيت أو المسجد بسببها، أريد منكم نصحي وإرشادي.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع! ونعتذر إليك بداية شديد الاعتذار لتأخر الرد لظروف السفر والمرض! ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة إن شاء الله!

ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يجزيك خيراً على طاعتك لأمك، وصبرك عليها، وأن يرزقك زوجة صالحة تعوضك عن هذا الصبر، وتكون عوناً لك على طاعته جل وعلا!

وأحب أن أبشرك - أخي حمزة - بأن تضحيتك لإرضاء والدتك لن تضيع عند الله، فصبرك على أمك، وحرصك على عدم عقوق أمك، سيكون سبباً في إكرام الله لك، وستجني من وراء هذا خيراً كثيراً، ولعلك سمعت بقصة التابعي الجليل أويس بن عامر القرني الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأخبرهم أن له دعوة مستجابة بسبب بره بأمه، وإحسانه إليها، فأبشر - أخي حمزة - بخير الدنيا والآخرة! واحرص على مرضاة والدتك! واعلم أن رضا الله من رضا الوالدين، وسخط الله من سخطهما.

وأما عن رفض أمك لزواجك، فأرى أنه لابد من نقاشها في الأمر بأدب وهدوء؛ لاحتمال أن لها وجهة لو سمعتها لوجدتها معقولة، واقتنعت بها، فلا مبرر لك - أخي حمزة - من مفاتحة الوالدة في ذلك، والوقوف على وجهة نظرها، واشرح لها وجهة نظرك بأمانة وتجرد! وبين لها ما تعانيه من فتن ومغريات، وخوفك من الوقوع في الحرام الذي لا يرضي الله، ولا ترضاه أمك! فإن اقتنعت بوجهة نظرها فخذ بها، وتوكل على الله، وإن لم تقتنع بكلامها، ووجدته خاليا من العقلانية والمنطق، وليس له أساس من دين أو عرف أو قيم؛ فحاول الاستعانة ببعض الأشخاص لإقناع والدتك، والتأثير عليها حتى توافق.

وأعتقد أنك بذلك سوف تتمكن من حل المشكلة إن شاء الله، ولا تنس الدعاء والإلحاح على الله أن يشرح صدرها لذلك! ولا مانع من صلاة ركعتين بنية قضاء الحاجة قبل أن تتكلم معها! ويا حبذا لو استطعت صيام هذا اليوم أيضاً، والتصدق فيه بصدقة! عسى الله أن يجعل في ذلك الفرج، وقضاء حاجتك!

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة ورضا الوالدين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر الهام

    شكرا جزيلا لكم فانا اعاني من نفس المشكلة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً