الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مزاجي متقلب وأفكاري غريبة ومشوشة... أرجوكم ساعدوني

السؤال

السلام عليكم

لا أعلم ما الذي يحدث معي منذ مدة؟! مثلاً: لدي حماس شديد لكن سرعان ما يذهب، بحيث إنني أخطط ولكن فيما بعد لا شيء غير المزاج المتعكر، والحزن أحياناً بسبب، وأحياناً أخرى من دون سبب، لا أعلم ما الذي يحدث معي؟ أرجوكم ساعدوني, أحيانًا أكون فرحاً، وأحياناً لا.

مزاجي غريب للغاية، حاولت أن أبحث في التنمية البشرية وأقوم بالتأمل, تعلمت إدارة الوقت لكن لا فائدة، لا أستطيع عمل شيء، بدأت أفقد اهتمامي بدراستي، لا أعلم لماذا؟!

أحياناً تراودني أسئلة تعكر مزاجي: ما هي الحياة؟ لماذا تعيش هنا؟ لماذا تود فهم الحياة؟ كيف يتابع الناس حياتهم؟ لا أعلم أنني لا أعلم ما الذي يدفعهم لذلك! أريد شيئاً يحفزني على ذلك، حاولت التفكير إيجابيا، لكن لا فائدة، حاولت، وحاولت كل شيء.

كل يوم أقول: سوف أبدأ من جديد، وأقول: هذه هي نهاية المشكلة. لكن سرعان ما يذهب كل شيء في اليوم التالي، وكأني في دائرة من التفكير لا أستطيع الخروج منها.

أفكاري مشوشة للغاية، حتى إنني لا أستطيع أن أكون محدداً للغاية في كلامي بعض الأحيان مع الناس, أعاني من الخجل بحيث لا أستطيع أن أتكلم مع من يجلس جنبي –مثلاً- كصديق لي أو ما شابه.

إنني أتدمر شيئاً فشيئاً، تأتيني أفكار مزعجة أحياناً حول الاكتئاب وقتل الناس وما شابه ذلك، لكنها مجرد أفكار ليست إلا.

لا أعلم كيف أتحدث؟ ساعدوني أرجوكم، أريد أن أفهم ما الذي يحدث معي، وكيف أحل مشكلة تفكيري الذي أظن أنه مشوش.

أحياناً تزداد ضربات قلبي عندما أتحدث لشخص ما، وأشعر بعض الأحيان بأن الناس ينظرون إلي نظرات غريبة، وأنا ألاحظ هذا, بعضهم يقول لي: إنك غريب. وبعضهم يقول: إنك متصنع. ولكن من أنا أصلاً؟!

في النهاية أحاول قول: ما هي مشكلتي مع تفكيري؟ كيف أستطيع عيش الحياة؟

كما أن عائلتي لا يهتمون للأشياء المعنوية كثيراً مثل المادية.

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حيدر حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعاني منه -أخي الكريم- ربما يكون نوعا من اضطرابات المزاج أثر على نشاطاتك الشخصية والاجتماعية. وحل المشكلة يكمن في المواجهة، والجلوس مع النفس، والبحث عن الأسباب التي أدت إلى ذلك. ولا بد من إيجاد الحلول بالطرق الواقعية بدلاً عن الخيال.

وبما أنك بدأت في خطوات عملية في تطوير الذات وحل المشكلة؛ فهذا يؤكد جديتك وقوة إرادتك، والإنسان يمكن أن يفشل مرة ومرتين، ولكن قد ينجح في مرة من المرات، وانظر إلى كثير من العلماء فشلوا في بداية الاختراع، ولكنهم نجحوا وحققوا ما يريدون، واعتبر المرحلة التي تمر بها الآن مرحلة مخاض لولادة شخصية جديدة بأفكار ورؤى جديدة للحياة ونظرة جديدة للمستقبل. واعلم أن كل من سار على الدرب وصل، فقط كيف نبدأ الخطوة الأولى، ونستعين بالله تعالى، ونتوكل عليه، ويكون لدينا اليقين الصادق بأن كل شيء بيده سبحانه وتعالى، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له: كن؛ فيكون.

ونوصيك بالإكثار من الاستغفار؛ لأنه مفتاح الفرج، وستتبدل حالك -إن شاء الله- إلى أحسن حال، وتسعد بحياتك، فهو مجلب للرزق، والمال، والزوج، والبنين بإذنه الواحد الأحد.

فلا تحقّر -أخي الكريم- من نفسك ومن قدراتك، وإمكانياتك، بل حاول استغلالها، والاستفادة منها. ولا بد من إعادة النظر وتجديد أهدافك، ومحاولة تحقيقها بالسبل المتاحة، واستعن بالله ولا تعجز.

حاول عرض أفكارك على من تثق فيهم، وناقشهم فيها بدلاً من الانكفاء على النفس، والدوران حول محور واحد. ولاستعادة الثقة بينك وبين الأصدقاء نرشدك بالآتي:
تعلم كيفية المحادثة مع الآخرين –أولاَ- بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة، والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها. وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك اغتنمها، ولا تتردد، بل انتهج نهج المبادأة، وكن أول من يبدأ دائماً بالتعريف أو الحديث عن النفس.

ولإبعاد الملل وللاستمرار في الحديث حاول سرد بعض الحقائق العملية أو الدينية، أو القصص الممتعة التي تجذب مستمعيك وتجعلهم يتفاعلون معك بصورة إيجابية.

تجنب الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي:

1- الرغبة في بلوغ الكمال.
2- سرعة التسليم بالهزيمة.
3- التأثر السلبي بنجاح الآخرين.
4- التلهف إلى الحب والعطف.
5- الحساسية الفائقة.
6- افتقاد روح الفكاهة.

وأخيراً نقترح عليك مقابلة طبيب نفسي إذا شعرت بأنك غير قادر على التغيير، فربما تساعدك العلاجات الدوائية في التغلب على المشكلة بصورة أسرع.

شرح الله صدرك، ويسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق حيدر

    شكراً جزيلاً لكم ووفقكم الله :) للخير

  • الجزائر نافع

    اظن ان ما تعاني منه هو اختلال الانية. و لكن لا تنظر الى الامر على انه مرض او خلل بداتك ، بل ارتقيت الى مستوى جديد من الوعي كما ورد في الاجابة انها بداية امر جميل، قال الله تعالى{و عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم} و السلام عليكم .

  • المغرب إيمان

    الله يشفيك يا أخي و أنا مثلك يا أخي ولكن كل ما يحصل لنا هو كترت التفكير وحاول أن تجرب هدا الدواء وهو حفض القرآن لكي تنضف دهنك من ا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً