الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فجأة.. صرت أخاف من كل شيء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي مشكلة بدأت منذ (7) شهور، بدأت أشعر بالخوف من كل شيء حتى من أهلي ومن البيت ومن العمل، ومن مقابلة الناس ومصافحتهم، أو التحدث معهم بشكل مطول؛ فقاطعت أصحابي بسبب ذلك.

أشعر بحرارة في جسمي خصوصاً في فترة ما بعد العصر، وأحياناً أشعر ببرودة، وأحيانا أشعر بتشتت في التفكير، وعدم القدرة على التركيز.

أحيانا أشعر بالخوف من الانفعال إذا ضحكت كثيراً، أو حزنت كثيراً، إلى درجة أن بطني تؤلمني.

صرت أكره أمي، ولكني لم أشعرها بشيء من ذلك، مع العلم أني بار بها -ولله الحمد-، وأخاف كذلك من القرب من زوجتي، مع العلم أنها لو اقتربت يكون الأمر طبيعياً، كما أني أخاف أن أمارس مع زوجتي، وأخاف حتى من الأحلام.

تعبت جداً من هذه الحالة، وأصبحت أفكر في الانتحار، مع العلم أني محافظ على صلاتي، ومحافظ على قراءة القرآن والاستغفار بشكل يومي، ومحافظ على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الخوف هو أحد المشاعر الإنسانية السخيفة جدًّا، والخوف منشأه القلق، والقلق قد يكون قلقًا مُسببًا أو دون أي أسباب، أو يكون قلقًا افتراضيًا مُسبقًا، وهذا أسوأ أنواع القلق.

أخِي الكريم: بالرغم مما ذكرناه، فأقول لك: إن حالتك بسيطة -إن شاء الله تعالى- ، فتفكيرك فيه بعض الطابع الوسواسي، مثلاً حين تقول: إنك تخاف أن تُعاشر زوجتك. فهذه مجرد أفكار وسواسية افتراضية، وهذا النوع من الفكر يُواجه من خلال التحقير، والتجاهل التام، ولا بد ألا تقبل مثل هذه المشاعر، وتخاطب نفسك ذاتيًا: لماذا أنا هكذا؟ لماذا أقبل مثل هذه المشاعر؟ فأنا الحمد لله تعالى بخير، وهكذا. اعطِ نفسك هذه الرسائل الإيجابية.

استغربتُ قليلاً حين ذكرت أنك تفكر في الانتحار، بالرغم من أنك رجل يُحافظ على صلاته وعلى تلاوة القرآن، فيا أخِي الكريم: استغفر الله من مثل هذا التفكير، وأنا أعرف أنك -إن شاء الله تعالى- أنك لن تقتل نفسك، وتذكر – أيها الفاضل الكريم – قوله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا * ومن يفعل ذلك عُدوانًا وظلمًا فسوف نصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرًا}.

الأمر لم يصل أبدًا للتفكير في مثل هذه الأمور، كن رجلاً قويًّا، صامدًا، فاعلاً، نافعًا لنفسك ولغيرك، وهذا -إن شاء الله تعالى- يجعلك تتجاوز الخوف تمامًا.

بالنسبة لمقابلة الطبيب النفسي أرى أنها ستكون مُجدية جدًّا، وأنت تعيش في المملكة العربية السعودية، وبها الكثير والكثير جدًّا من الأخوة الأطباء المتميزين، فاذهب وقابل أحدهم في المدينة التي تعيش فيها، وبشيء من المساندة السلوكية الكلامية الإرشادية، وتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف مثل عقار (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline).

أعتقد أن أحوالك سوف ترجع لطبيعتها تمامًا، بل ستكون أفضل -إن شاء الله تعالى- .

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات