الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أتوتر أو أصاب بالهم يزيد التلعثم.. هل سيفيدني البروزاك؟

السؤال

السلام عليكم.
نشكركم كثيرًا على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله كل خير.

لدي بعض الأسئلة راجيًا التكرم بالرد.
1- ما هي جرعة البروزاك للرهاب الاجتماعي؟

2- وهل تؤخذ الجرعة دفعة واحدة، أم على مراحل مثلا صباحًا ومساءً؟

3- هل يفيد البروزاك في علاج التلعثم في الكلام؟ ( منشاؤه نفسي).

لا يوجد لدي أي سبب عضوي للتلعثم؛ لأني دائمًا عندما أتوتر أو أصاب بالحزن والهم يزيد التلعثم بشكل كبير، والعكس صحيح.

شكرًا جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عقار (بروزاك)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) هو من الأدوية شائعة الاستعمال، ويعتبر هذا الدواء من الأدوية التي أثبتت جدارتها في كثيرٍ من الحالات، خاصة علاج الاكتئاب وكذلك الوساوس القهرية والقلق.

خلال السنوات الأخيرة اتضح أيضًا أن البروزاك دواء فعّال جدًّا لعلاج الرهاب الاجتماعي، لكن هنالك بُطء في فعاليته، بمعنى أن الإنسان لا يستفيد منه قبل مرور أربعة إلى ستة أسابيع من بداية العلاج، والأمر الآخر هو أن الجرعة التي يحتاجها الإنسان هي الجرعة الوسطية أو الجرعة الكبرى، وجرعة البروزاك عامة تتفاوت من كبسولة واحدة إلى أربع كبسولات يوميًا للإنسان البالغ، يعني من عشرين إلى ثمانين مليجرامًا في اليوم.

الجرعة التي تفيد في الرهاب الاجتماعي هي جرعة الأربعين مليجرامًا، والبعض يحتاج إلى ستين مليجرام، وأقلية قليلة تحتاج إلى ثمانين مليجرامًا في اليوم.

فيا أخي الكريم: هذا هو الموقف بالنسبة لجرعة البروزاك، وقطعًا الإخوة والأخوات الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي ويُطبقون الإرشادات السلوكية المعرفية بصورة دقيقة وبمثابرة حين يتناولون الدواء قد لا يحتاجون لجرعات كبيرة من الدواء؛ لأن العلاج السلوكي أيضًا علاج أساسي، والدواء وتغيير نمط السلوك كلاهما يدعم الآخر.

بالنسبة لسؤالك: هل تُؤخذ الجرعة مرة واحدة أم على مراحل؟
إذا كانت الجرعة كبسولتين – أي أربعين مليجرامًا – هنا يمكن أن يتم تناولها كجرعة واحدة، أما إذا كانت أكثر من ذلك، ثلاث إلى أربع كبسولات في اليوم، فهنا يُفضل أن تُقسم الجرعة إلى جرعتين في اليوم، وذلك لتجنب تكوّن الأحماض في المعدة، أو سوء الهضم البسيط الذي قد يحدث مع الجرعات الكبيرة إذا تمَّ تناولها مرة واحدة.

سؤالك: هل يُفيد البروزاك في علاج التلعثم؟
إذا كان التلعثم مرتبطًا بالقلق النفسي أو الخوف الاجتماعي هنا سوف يُفيد البروزاك ولا شك في ذلك.

بالنسبة لعلاج التلعثم بصفة عامة: حاول أن تكون معبرًا عن ذاتك، طبق تمارين الاسترخاء، مارس الرياضة، لا تُراقب نفسك أثناء الكلام، تلاوة القرآن بتدبر ومعرفة تُساعد في علاج التلعثم، وحين نقول بمعرفةٍ يتطلب الأمر أن يذهب الإنسان لشيخٍ يتعلم منه التجويد، وكذلك مخارج الحروف، فهذه – أخي الكريم – تساعد كثيرًا في علاج التلعثم.

لا تحزن – أيها الفاضل الكريم – وتوكل على الله، وأقول لك إن الدنيا بخير -إن شاء الله تعالى-، أسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً