الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجا يخلصني من حالة الرهاب التي تصيبني وقت الذهاب للمدرسة

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة عمري 18 سنة، أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، فأنا غير قادرة على إكمال دراستي، وقد حاولت أن أذهب للمدرسة، ولكني لم أستطع، فدائما عندما أرجع تكون نفسيتي متعبة جدا، فحولت إلى دراسة المنازل، وحاولت أن أقنع نفسي أنه لا توجد مشكلة، ولكن لم يتغير شيء، وبعد ذلك حاولت أن أذهب وقت الاختبارات؛ ولكن أصابني التوتر والقلق، وخفت أن تتطور حالتي أكثر فتركت الدراسة، وأصبحت لا أخرج من البيت، ولا أكلم أحدا، وهذا الأمر أثر جدا على حالتي النفسية.

أنا خائفة على مستقبلي، وأريد أن أتخلص من هذه المشكلة، ولكن لا أستطيع أن أذهب للمستشفى، فهل من الممكن أن أجد لديكم وصفة تخلصني من تلك الحالة وقت حدوثها عند ذهابي للمدرسة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أن الأمر قد بدأ معك بشيءٍ من عدم الرغبة في الدراسة، وقد يكون الرهاب والخوف هو السبب في ذلك، ثم بعد ذلك حين أحجمت عن الذهاب للمدرسة، وهنا يكون الخطأ قد عُولج بخطأ أكبر منه، فهذا قطعًا زاد من إحباطك وكدرك، وأفقدك الدافعية الإيجابية، الإنسان لا يقبل مثل هذا الشعور أبدًا، أخرجي نفسك من هذا بسرعة شديدة جدًّا، والخطة المطلوبة هي أن تتحدثي إلى والديك –والدتك على وجه الخصوص– حول أنك تريدين المساندة، لأنك بالفعل تريدين أن تواصلي دراستك، فهذا الأمر لا مساومة فيه، ولا تأخير ولا تردد، ودعي والدتك تذهب معك إلى الطبيب.

أنا لا أرى أن مشكلتك مشكلة مستعصية أبدًا، ولكن تتطلب منك التحرك، ولا أحد يستطيع أن يغيِّرك، أنت التي تغيرين نفسك، والذهاب إلى الطبيب حتى وإن كان طبيب المركز الصحي فسوف يساعدك، أجري فحوصات طبية عامة للتأكد من فعالياتك الجسدية ووظائف أعضائك، هذا من أجل التأكد فقط، وبعد ذلك يمكن أن تصرف لك الطبيبة دواء محسِّنا للمزاج ومزيلا للقلق، مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريًا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline).

لا تترددي أبدًا، وفكّري كيف سيكون الوضع بعد ستة أو سبعة سنوات من الآن، كوني بصيرة، وكوني فطنة، وكوني حصيفة، ولا تأسي على الماضي، لا تخافي من الحاضر ولا تخافي المستقبل، بل الحاضر يجب أن تعيشيه بقوة.

أنت صغيرة في السن، أمامك فرص عظيمة لأن تفيدي نفسك، فلا تترددي، وحقّري كل مشاعر الرهبة والخوف، وافتحي صفحة جديدة مع نفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً