الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ارتفاع ضغط الدم.. فهل هو مزمن أم مؤقت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتور: لا أعرف إن كنت أعاني من ارتفاع ضغط دمٍ مزمن أم مؤقت.
ذهبت إلى الدكتور ومعي نتائج تحليل عملته، فوصف لي علاجا للكولسترول المرتفع ونقص فيتامين د، وأخبرني بمراجعته الأسبوع القادم لقياس ضغط الدم، علماً أنه تم قياس الضغط وأخبرني بالنتيجة 140/90.

وفي حال تم التأكد من أن ارتفاع الضغط مزمن فسيعطيني علاجاً لانتظام ضربات القلب، وأنا لا يوجد لدي اضطراب بضربات القلب، ولكن من التأثيرات الجانبية لعلاج انتظام القلب هو تخفيض ضغط الدم، فما هو رأيكم؟

دكتوري الفاضل: أبلغ من العمر 30 عاماً، والضغط عندي في ارتفاع بحيث يكون القياس 140/90 وأحيانا يصل إلى 160 /100.

علماً بأن الكولسترول لدي 230، والذي أعرفه أن استعمال أدوية الضغط تؤثر على الانتصاب، وهذا ما يجعلني متردداً في الارتباط والزواج في المستقبل.

راجعت استشاريا فقال لي: إنه في حالتي يمكن مبدئياً أن لا يلجأ إلى العلاج الدوائي للضغط، بل أخذ حبوب من علاج منظم لضربات القلب، وقلبي -الحمد لله- سليم، فما هو رأيكم؟

جزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما زال سنك صغيرا على البدء في تناول علاج الضغط والكولسترول، بل يجب الاستفادة من الوسائل المتاحة؛ من تغيير نمط الحياة: وهي إنقاص الوزن من خلال حمية غذائية تساعد في إنقاص الوزن، وخفض الكولسترول والدهون الثلاثية، مع بذل جهد رياضي جيد بما لا يقل عن نصف ساعة يوميا، والإقلال من الملح، وعدم تناول المخللات، وترك التدخين إذا كنت مدخناً، والإقلال من الدهون في الطعام، وترك الانفعال والتفكير الزائد؛ لأن ذلك يرفع الضغط، كل تلك العناصر تساهم في خفض الضغط.

وتغيير نمط الحياة إجمالا يعتبر الخطوة الأولى في علاج ضغط الدم المرتفع، وفي علاج الكولسترول، وذلك لمدة 3 شهور، ثم إعادة فحص نسبة الكولسترول مرة أخرى، وتثبيت قياس ضغط الدم صباحاً قبل شرب الشاي والقهوة، ويُفضل قياسه في مكان بعيد عن عيادة الطبيب مثل: صيدلية، أو في المنزل.

والحمية الغذائية؛ تأتي من خلال اتباع فكرة مؤشر للأطعمة يسمى: glycemic index، أو مؤشر السكر في الطعام، وعلى رأس هذا المؤشر في نسبة السكر الزائد يوجد العسل والتمر ونسبة السكر فيها 100%، وفي أسفل المؤشر الأعشاب الخضراء والبروكلي والقرنبيط والملفوف للأكل على شكل سلطات وليس محشياً بالأرز والمكسرات، وبينهما تتدرج الأطعمة والفواكه والأشربة، فالماء مثلاً لا يوجد به سعرات حرارية أو سكر، ويستخدمه البعض في الرجيم بدلاً عن العصائر، وكلما شعر بالجوع شرب ماءً وهكذا.

والتفاح الأخضر أقل سكر من الأحمر، والتفاح الأحمر أقل سكر من العنب والموز، والعنب أقل سكر من التمر، وأرجو أن يكون المعنى واضحاً الآن، فكل الأطعمة ذات السكر العالي مثلاً: الشيكولاتة، والمياه الغازية، والحلويات، تزيد الوزن.

والأطعمة؛ مثل السلطات والخضار المطبوخ والطازج، والفاكهة قليلة السكر، تساعد على إنقاص الوزن؛ لأن كمية السعرات الحرارية فيها قليلة.

ومن الممكن أن نأكل طعاماً معتدلاً مثل: الدجاج المشوي بدون الجلد والعظم، أو السمك المشوي ومعه السلطات، خصوصاً سلطة الملفوف والأوراق الخضراء والخبز الأسمر، والبقوليات، مثل الفول والعدس، ونشعر بالشبع، وفي حدود 1500 سعر حراري، ويخصم باقي الاحتياج اليومي من مخزون الدهن في جسم الإنسان، وبالتالي ينقص الوزن بشكل متدرج وغير مرهق، مع ممارسة الرياضة طبعاً، خصوصا المشي.

والمهم الإرادة القوية، والاستمرار على نظام قابل للتنفيذ، وليس نظاماً قاسياً لمدة أسبوع ثم نعود لنأكل كميات كبيرة من الطعام.

وبالتالي يمكن علاج وخفض نسبة الكولسترول دون الحاجة إلى تناول أدوية لخفض الكولسترول.

وبنفس المنطق يمكن علاج ومتابعة ضغط الدم، وقياس الضغط 140 / 90 يعتبر أعلى رقم طبيعي، ويتم التعامل مع ارتفاع الضغط عن طريق اتباع نظام تغيير نمط الحياة من خلال الإقلال من الملح، ومنع التدخين في حالة التدخين، وممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم، والبعد عن التوتر والانفعال، وتحليل نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية، وعمل حمية غذائية في حالة ارتفاعهما، والإقلال من الدهون في الطعام، وتسجيل القراءات للضغط، فإذا ظلت القراءات مرتفعة فهناك مجموعات من الأدوية لعلاج الضغط: منها مجموعة لخفض والإقلال من نبض القلب وضبط ضغط الدم، وهذه المجموعة هي أكثر المجموعات التي تؤدي إلى ضعف الانتصاب، وباقي المجموعات لها تأثير أقل، مثل مجموعة أخرى، ومن بينها دواء مثل:zestril 10 mg قرصاً واحداً يومياً، وبعد مرور عدة شهور يمكنك الكتابة إلينا مرة أخرى، مع تغيير فكرتك عن الارتباط والزواج؛ فلا يوجد لديك ما يمنعك من ذلك.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب أمة الله

    الله يحفظك بارك الله فيك

  • سوريا عمار ابو حلاوه

    الحمدلله على كل حال

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً