الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركت العادة السرية بعدما أثرت على نفسيتي، متى سأعود لطبيعتي؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ 8 سنوات وأنا أمارس العادة السرية وتدهورت حالتي أكثر منذ الثلاث السنوات الأخيرة، وأصبحت أعاني من ضعف في إدراكي، وفقدان لطعم الحياة، وكأني فاقد لذاكرتي، لا أدري أين أنا، وساوس، أشعر أني مخدر.

توقفت الآن عن هذه العادة الشنيعة، وأصبحت أصلي وأمارس السباحة، ولكن أريد أن أعرف متى أعود لطبيعتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، معذرة على التأخر بسبب الكثير من الالتزامات، وأحمد الله تعالى لك أن أعانك على القيام بالتغيير الذي عزمت عليه، وإن شاء الله من حسن لأحسن.

من الصعب أن يربط الإنسان بين ما تعاني منه وبين العادة السرية، فلا بد من التأكد من أنك لا تعاني من شيء آخر غير ما يمكن أن نتج عن ممارسة العادة السرية، فليس من نتائج الاستمناء أن يحدث ما ورد في رسالتك من ضعف الذاكرة، وعدم إدراك ما تقوم به من الأعمال، وما وصفت من ضعف إدراك طعم الحياة.

كنت أتمنى لو تحدثت لنا أكثر عن طبيعة حياتك من الدراسة أو العمل، وربما شيئا عن وضعك الأسري والاجتماعي، وعلاقاتك بأصدقائك، وربما شيئا عن هواياتك وما يشغلك عادة... فكل هذا له علاقة مباشرة أو غير مباشرة ببعض الأعراض التي تشعر بها، فهل يا ترى تواجه في حياتك بعض الصعوبات والتحديات مما يمكن أن يفسرّ ما تعاني منه مما ورد في سؤالك؟

حاول -أولا- الاستمرار بالتغيير الذي استطعت القيام به، وفي نفس الوقت حاول أن تهتم بتنظيم نمط حياتك من متابعة الالتزام بالصلاة، وقدر الإمكان على وقتها، ولا تنس أن تخصص لنفسك قسما من بعض الآيات القرآنية تقرؤها كل يوم، والاستمرار أيضا في ممارسة الرياضة وخاصة السباحة، والتي يبدو أنك تحبها، فهي من أنفع الرياضات. وحاول أيضا أن تكون حميتك الغذائية متوازنة، مع أخذ القسط الكافي من النوم... فكل هذه الجوانب من نمط الحياة، المفروض أن يسرّع في تعافيك، وفي أن تعيدك كما كنت بعون الله.

ولكن، إن طالت معاناتك، ولم تتحسن الأمور مع التزامك بتطبيق ما ورد في الأعلى، فربما يفيد أن تستشير -أولا- أحد الأشخاص من حولك ممن تثق بخبرته في الحياة، أو -وهذا الأفضل- أن تستشير أخصائيا نفسيا قريبا من مكان سكنك، وتتحدث معه عما تشعر به، وربما سيحاول التعرف أكثر على الجوانب المختلفة لحياتك، وسيحاول معك الوصول إلى وضع تشخيص دقيق للحالة التي تمرّ بها، ومن ثم وضع الخطوات العلاجية للتغيير، خطوة خطوة.

وفقك الله، وأرجو لك التوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً