الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ميلي للنساء ولكني أحببت ولدًا جميلاً .. فهل أنا مصاب بالمثلية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، أريد أن أعرف إن كنت أعاني من شيء من الشذوذ الجنسي، أو المثلية، فقد كنت قد أحب ولدًا في منطقتنا، وهو بنفس عمري 15عامًا، ثم توقفت عن حبه، وبعد فترة أحببت ولدًا آخر، وهو جميل، ثم سمعت قصة لشابين شاذين جنسيًا فتوقفت عن حبي له، وأصبحت أكرهه بعض الشيء، والآن هو في صفي وينظر إليّ كثيرًا.

للعلم أنا أتقزز من شيء اسمه لواط، ومستحيل أن أسمع أصلا قصص لواط، ولا أجد رغبة جنسية في الرجال، فقط في جنس الأنثى، ومع الأسف أمارس العادة السرية على صور نسائية وأفلام إباحية فقط صور نساء.

أريد أن أعرف إذا كنت مثليًا أو بي شيء من الشذوذ؟ لأنني كنت أحب ولدين، أما الآن، فلا.
وأريد حلا للعادة السرية، فقد أرهقتني ووصلت لمرحلة اليأس.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على التواصل معنا بهذه الأسئلة.
يمكن أن يخطر في ذهن الشاب ما يشككه في كون ميوله الجنسية مثلية، فيبدأ يسأل نفسه من مثل هذه الأسئلة، وقد لا يكون هو كذلك.

نعم يمكن أن "يحب" الشاب شابا آخر، وربما قد لا يتعدى الموضوع أكثر من مجرد الميل والتعلق النفسي، ومن دون أي رغبة جنسية أو ريبة، ولا شك أن النية والقصد يلعب دورًا هامًا في هذا.

فانظر في نفسك، وكما تعلم لا يمكن لأحد غيرك أن يعرف ما يدور في نفسك، انظر في نفسك، فإذا وجدت نيّة حسنة، فأنت بخير، وإلا فعليك أن تنتبه لنفسك ولسلوكك.

والجيد أنك تحاول الابتعاد عن هذا الطالب، فهذا أحوط لك ولدينك، وخاصة أنه واضح من سؤالك أنك حريص على دينك وخلقك.

وبالنسبة للعادة السرية فهي تنتشر بين الشباب مع الاختلاف من الأعمار، ومن مرحلة نمو لأخرى، وكثير منهم بعد تجريبها وعندما ينتبه للأمر، يحاول الإقلاع عنها، وأحيانًا ينجح، وأحيانًا أخرى يعود إليها بين الحين والآخر.

والذي أريده منك أن تغيّر نظرتك لما تمّ في الماضي عندما كنت في المرحلة الابتدائية، فما حدث قد حدث وانتهى أمره، والسؤال الآن، وبغض النظر عما حدث في الماضي، ماذا تريد أن تفعل الآن؟

ولا أحتاج أن أذكرك بمغفرة الله تعالى، وأنه تعالى لا يريد لعبده أن يأسر نفسه في قفص الشعور بالذنب وتأنيب الضمير، ولذلك فتح تعالى لنا أبواب التوبة والإنابة على مصراعيه، مهما ارتكب الإنسان، وحتى لو كانت من الكبائر، فكيف إن لم تكن كذلك.

وكما كنت تخطط لممارسة العادة السرية، حاول أن تخطط لعدم القيام بها، فممارسة العادة السرية لا تحدث بالصدفة، وإنما تحدث لأن من قام بها، خطط أو قرر القيام بها، فهي ليست فعلا لا إراديا!

حاول أن تصرف جهدك في عمل أو هواية ترغب بها، وأنا أنصح عادة بدلا أن تركز تفكيرك على عدم القيام بالممارسة، حاول أن تركز على ماذا تريد أن تفعل بدل العادة السرية، فمثلا هل تريد أن تحفظ جزءًا كبيرًا من القرآن، أو هل تريد أن تحقق نجاحًا كبيرًا في عمل، أو مشروع هام كنت دومًا تتطلع إليه، فهذا أولى من مجرد التفكير بأنك تريد التوقف عن الممارسة.

وفقك الله، ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً