الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أغير حياتي إلى الأفضل، ما توجيهكم ونصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 21 عاما، طالب جامعي، أريد أن أغير حياتي إلى الأفضل، فأنا أعاني من التوتر الدائم من لا شيء،كل حياتي أقضيها في البيت، ليس لدي أصدقاء سوى 3، وكل منهم مشغول في دنياه.

أحس أني أنا من يربي نفسي بعد الله، وأنا من ابنيها، لكن في نفس الوقت أحس أنه حمل ثقيل، حياتي كلها أماني، عندما أفعل شيئاً أحبه كالرياضة أو الرسم أو الشعر، أبدأ به ثم أمل بسرعة.

أحس أنه إذا كان معي أحد سوف أستمر، عندي قدرات لكن لا أحد يفهمني، ولا أثق في نفسي، أعاني من النحافة وعسر في الهضم، عظامي تؤلمني من كثرة الجلوس في البيت.

أريد أن أتغير إلى الأفضل وأغدو إنساناً ناجحا، بعض الأحيان أسأل نفسي إن كنت كفئاً لحمل اسم أسامة، لكن الحمد لله على كل حال.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكراً لك على الكتابة إلينا بما في نفسك، وبما تريد تغييره في حياتك.

هل يوجد إنسان لا يريد أن يكون أفضل مما هو عليه، ويحاول تغيير بعض الصفات والخصائص الموجودة عنده، لما هو أفضل منها؟ فكلنا في هذا سواء.

يبدو من خلال قراءة سؤالك، أنك قادر على التخطيط والاختيار، وعلى تقرير ما تريد تغييره، وعلى معرفة الطريق، إلا أن الإشكال كما يبدو في الاستمرارية والمثابرة على الطريق.

القدرة على الاستمرار والمتابعة والمثابرة، من المعاني الهامة في نجاح الإنسان، وهذا ربما أحد معاني الصبر في القرآن حيث نقرأ، إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، (الزمر 10) أو إن الله مع الصابرين (البقرة 153).

الحديث النبوي يشير لهذا المعنى بكل وضوح (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ)، وطبعا موضوع القدرة على المثابرة والاستمرارية، فهي قدرة ومهارة مُتعلمة وقابلة للاكتساب، وهي تصنف عادة ضمن صفات الذكاء العاطفي.

الطريقة الأساسية وربما الوحيدة لاكتساب هذه المهارة هي العمل بجد والتزام على البقاء على نفس العمل، والاستمرار عليه، مهما كانت مغريات الجذب لعمل آخر غير الذي بين يديك، وكثيرا ما يحصل هذا لنا جميعا، حيث يكون الشخص يعمل على عمل، ومن ثم ينجذب لعمل آخر مبررا بهذا الكثير من المبررات، "العمل الآخر أهمّ" أو "العمل الآخر أسهل!

فما الحل؟

الحل الأهم، أنه مهما كان العمل الآخر مُغرٍ، فأن تثابر على الاستمرار بالعمل الذي بين يديك، ومع الوقت ستجد نفسك أكثر قدرة على الاستمرار والمثابرة على العمل، وبذلك تحلّ المشكلة الأساسية الموجودة عندك، ورويدا رويدا تجد نفسك تسير خطوات متقدمة في تغيير حياتك إلى ما تحبه وتتمناه.

وفقك الله، وأرجو أن نسمع أخبارك الطيبة على طريق التغيير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب Ogomar

    جواب جميل .. وفقكم الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات