السلام عليكم

أنا شاب بعمر 20 عاما، أعاني من ضعف شديد بالتركيز، ونسيان دائم وشديد! أرجو منكم وصف حالتي، والدواء المناسب لي.

وشكرا لكم، وجزاكم الله كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ anas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس من الضروري أبدًا أن يكون علاج حالتك عن طريق الأدوية، وفي بداية الأمر يجب أن يُعرف السبب الذي يؤدي إلى ضعف التركيز والنسيان الشديد وتشتت الذهن.

القلق هو من أكبر المسببات، كما أن نمط الحياة الخاطئ قد يلعب دورًا في ذلك، وأقصد بذلك أن الإنسان الذي لا ينام في الوقت الصحيح ولا يمارس الرياضة وطريقة غذائه غير منتظمة، هذا قد يؤدي إلى ضعفٍ في التركيز.

هنالك أسباب عضوية أيضًا قد تؤدي إلى ضعف التركيز منها: ضعف إفراز هرمون الغدة الدرقية، وفي مثل عمرك أنا أعتقد أن القلق هو السبب، وأنصحك بالآتي:

اذهب وقابل الطبيب، الطبيب في المركز الصحي – أي طبيب الأسرة – واحك له أعراضك، ومن ثم سوف يقوم الطبيب بإجراء بعض الاختبارات والفحوصات المختبرية الضرورية:

تحديد مستوى السكر، تحديد مستوى الدم، وظائف الغدة الدرقية، تحديد مستوى فيتامين (د)، فيتامين (ب12) هذه كلها فحوصات بسيطة جدًّا، وفي ذات الوقت هي مهمة جدًّا من أجل أن نتأكد من سلامتك الجسدية، هذه خطوة مهمة فأرجو أن تقدم عليها.

بعد ذلك – أيها الفاضل الكريم – إن كنت قلقًا فاسأل نفسك: لماذا أقلق؟ وحاول أن تُعبِّر عن ذاتك.

نقطة أخرى مهمة جدًّا، هي: أن تعيد ترتيب نظام حياتك:
- النوم المبكر يعطي خلايا الدماغ فرصة كبيرة للنمو والترميم مما يُحسِّن التركيز، ومن ينام مبكرًا يستيقظ مبكرًا، يُصلي صلاته، ثم بعد ذلك يبدأ في أنشطته الحياتية، وقطعًا سوف يُقدم عليها الإنسان بقبولٍ شديد وحماسٍ شديد، وهذا يُحسِّنُ التركيز ولا شك في ذلك.

- ممارسة الرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك، فالرياضة تُحسِّنُ التركيز ولا شك في ذلك.

- أن يكون لك هدف، فالإنسان إذا عاش بدون أهداف لن يستطيع أن يُركِّز، لأن وجود الأهداف (أهداف آنية – أهداف متوسطة المدى – أهداف بعيدة المدى) هذا سوف يشغل حيِّزًا كبيرًا من التفكير، بل سوف يُولِّد لديك تفكيرًا إيجابيًا، والتفكير الإيجابي دائمًا مرتبط بحسن التركيز.

سِر على هذا المنوال: ضع أهدافك، وضع خططك المستقبلية، وهذا يُساعدك في حُسْنِ إدارة الوقت، وحسن إدارة الوقت تؤدي إلى حسن التركيز.

إذًا وضعنا لك الأسس التي تُحسِّن التركيز، وأرجو أن تتبعها، وكذلك أن تذهب إلى الطبيب وتُجري الفحوصات، وأريد أن أضيف وأقول: إن القرآن الكريم تلاوته بتفكُّرٍ واستبصارٍ وتدارسه وقراءة التفاسير واستيعابها تُحسِّنُ التركيز، هذا أمرٌ لا جدال فيه ولا شك فيه، فرتِّب نفسك على هذا الأساس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.