الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل انخفاض ضربات القلب قبل النوم إلى ٥٨ نبضة في الدقيقة طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم.

تحية لكم وإلى جهودكم التي تقدمونها:
أنا شاب عمري ٢٤ سنة، أعاني منذ حوالي ١٢ عامًا من القلق الشديد والوسواس والخوف الشديد من المرض، لدرجة أنه إذا أصابني أي ألم في أي منطقة في جسدي أعتقد أنه مرض خطير، وأعيش حالة من الخوف والكآبة والانقطاع عن الحياة اليومية.

علمًا أنه كانت تصيبني نوبات عندما كنت في سن ١٢، اعتقد أهلي أنني أعاني من أمراض خطيرة، لكن تم إدخالي إلى المستشفى، وإجراء كافة الفحوص، والتحاليل الطبية لكافة أعضاء الجسم، وتبين أن كل شيء سليم.

أعاني أيضًا من القلق تجاه أي استحقاق كفرص العمل، والتعليم، والدراسة، كنت أعاني منذ فترة من كسل بسيط في الغدة، لكن تم العلاج -الحمد لله- هل من علاج لهذه الحالة من خلال أدوية لكل من دون عوارض جانبية، أو عوارض انسحاب؟

هناك سؤال أيضًا: هل من الطبيعي أن تنخفض معدل ضربات القلب قبل النوم، وعند النوم إلى ٥٨ نبضة في الدقيقة؟

علمًا أن نبضي طبيعي خلال النهار وأثناء الراحة، ويتراوح بين ٥٩ و ٨١ نبضة في الدقيقة.

شكرًا على قراءتكم استشارتي وعذرًا للإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: أنت تعاني من قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، وهذا قطعًا يكون شاغلاً للإنسان حتى وإن كان بسيطًا، قد يؤدي إلى شيء من عسر المزاج، قلق المخاوف الوسواسي يتسم بظهور الأعراض النفس جسدية، وهذا يزيد من وسوسة الإنسان.

بالنسبة لفحص الغدة الدرقية وأنه كان يوجد لديك شيء من الكسل البسيط وقمت بعلاجه: هذا أمرٌ جيد، لكني أنصحك أن تقيس هرمونات الغدة الدرقية كل ستة أشهر مثلاً لمدة سنة إلى سنتين، هذا يجعلك تطمئن أكثر.

أخِي الكريم: لا تتردد على الأطباء؛ لأن هذا أحد العلاجات الرئيسية بجانب تجاهل الأعراض، وأن تجعل حياتك مُفعمة بالتفاؤل والنشاط: أن تمارس الرياضة، أن تنام مبكرًا، وأن تجعل لحياتك هدفًا ومعنى، وأن تؤدي صلاتك في وقتها، وأن تكون بارًا بوالديك، وأن تطوّر نفسك اجتماعيًا وفكريًا ومهنيًا، هذا يزيل عنك - إن شاء الله تعالى – الكثير من صعوباتك النفسية البسيطة.

بالنسبة لضربات القلب: طبيعي جدًّا أن تنخفض قليلاً في حالات الاسترخاء وقبل النوم خاصة بالنسبة للرياضيين.

من الأدوية التي سوف تفيدك – أيها الفاضل الكريم – عقار يعرف تجاريًا باسم: (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، أنت تحتاج أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهر.

هو دواء بسيط جدًّا يُساعد كثيرًا في علاج الأعراض النفسوجسدية، وأريدك أن تُدعمه بعقار آخر يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، خاصة الذي يسمى (CR)، ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) بجرعة صغيرة جدًّا، وهي 12.5 مليجراما، تناولها يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها 12.5 يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم 12.5 مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر.

أخِي الكريم: هذه الجرعات من أدوية بسيطة جدًّا، وإن شاء الله تعالى لن تأتيك أعراض انسحابية، أو أعراض جانبية أساسية، وإن أردت أن تقابل الطبيب – خاصة الطبيب النفسي – فإن ذلك سيكون أيضًا عملاً جيدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر المهدي

    شكرا على الشرح مفيد جدا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً