الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالاكتئاب والتوتر والتعب الجسدي والنفسي بسبب قلة النوم.. أريد حلاً نهائيًا

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب جامعي، عمري ٢٠ سنة، أعاني من الأرق، بدأت حالتي (منذ ٤٥ يوماً تقريبًا) عندما أصبحت أسهر كثيراً للساعة الرابعة، أو الخامسة صباحاً مع أصدقائي نلعب البلاي ستيشن سوياً (بسب العطلة الجامعية الطويلة)، فاعتاد جسدي على السهر، وأصبحت لا أنام أبداً أو أنام ٣ ساعات كحد أقصى وأستيقظ، استمرت هذه الحالة نحو ٢٠ يوماً لا أنام دون أي سبب ودون أي تفكير، فقط مجرد اعتياد على السهر(على ما أعتقد).

تفاقمت حالتي فأصابني الوسواس، هل أنا مريض نفسي؟ هل أعاني من مرض معين؟ هل سأنام اليوم؟ كيف سأقضي هذه الليلة الصعبة؟
وفي ليلة ما حلمت بشيطان بشع الشكل لأقصى الحدود -أعوذ بالله من الشيطان الرجيم- يقول لي: "وسواس قهري" فاستيقظت سريعاً خائفاً.

وفي ليلة أخرى عند الخلود للنوم أصابتني حالة من التوتر الشديد والخوف وضيق في التنفس، أصبحت أتجنب الوحدة، وأوقات الفراغ كي لا أفكر بهذه المشكلة، أصبحت أكره فكرة النوم خوفاً من عدم مقدرتي على النوم، أصبت بحالة من الاكتئاب والتوتر والتعب الجسدي والنفسي بسبب هذه المشكلة.

مع العلم بأنني شاب مؤمن بالله عز وجل، أحافظ على تأدية صلاتي في الوقت المناسب، وأحافظ على صلاة الوتر، وأذكار النوم، وقراءة القرآن الكريم قبل النوم، وخصوصاً عندما بدأت معاناتي مع الآرق.

استخدمت اليانسون، ولكن دون أي فائدة، ثم استخدمت البنادول نايت تحسنت قليلاً -الحمد لله- ولكن سرعان ما أتوقف عن تناوله خوفاً من الإدمان، وأحيانًا أحس بضيق في الصدر، وصعوبة في التنفس.

بعض الشيوخ عرضوا على القيام بالرقية الشرعية، فهل هي مفيدة لحل هذه المشكلة؟ برأيكم ما الحل الجذري لمشكلتي؟ هل هي نفسية أم ماذا؟ وكيف أتخلص من هذا التوتر والخوف الدائم من النوم؟ وكيف أحول هذا التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamad mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك هي فعلاً نفسية، ليس مرضًا نفسيًا، إنما ظاهرة نفسية من النوع البسيط، فعلاً حدث لك تعوّد على السهر مما أدى إلى اضطراب في ساعتك البيولوجية، وهذا أدى إلى الأرق الذي أُصبتَ به، والذي يظهر لي – أيها الفاضل الكريم – أن لديك نوعا من الاستعداد البسيط للقلق التوتري، وهذا بالطبع أدى إلى وسوستك حول النوم، وأصبحتَ تخاف من أن النوم لن يأتيك، لذا تُكثر من البحث عنه، ونعرف علميًا وسلوكيًا أن الذي يبحث عن النوم سوف يهرب منه النوم، لذا دائمًا ننصح من يرتادوننا في العيادات ونقول لهم: دع النوم يبحث عنك، ولا تبحث عنه، فهو حاجة بيولوجية طبيعية.

أيها الفاضل الكريم: واصل في قراءتك للقرآن وأذكارك، وتدرب على تمارين الاسترخاء، وذلك من خلال أن ترجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) فيها كثير مما يُفيدك - إن شاء الله تعالى -.

أريدك أيضًا أن تمارس شيئًا من الرياضة، أن تكون مُعبِّرًا عن ذاتك، هذا كله يزيل التوتر والقلق، وفكّر في مستقبلك إيجابيًا، -إن شاءَ الله تعالى- يكون لك مستقبل عظيم مفعم بالنجاح والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: تجنب النوم النهاري، لا تتناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، ثبِّت وقت النوم، واذهب إلى الفراش بعقلية استرخائية، واقرأ أذكار النوم، -وإن شاء الله تعالى- سوف تنام.

أنا أريد أن أصف لك دواءً بسيطًا، لو تناولته - إن شاء الله تعالى – يساعدك كثيرًا، الدواء يعرف تجاريًا باسم (ريمارون REMERON)، ويعرف علميًا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) تناوله بجرعة خمسة عشر مليجرام (نصف حبة) ليلاً لمدة شهر، ثم ربع حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله، ليس إدمانيًا، ليس تعوديًّا، يُحسِّن النوم، يزيل القلق والتوتر - بإذن الله تعالى - .

أيها الفاضل الكريم: لا مانع من الرقية الشرعية، اقرأ عنها، وارق نفسك، ويمكنك أن ترجع إلى الرقية على الإنترنت، الشيخ محمد جبريل لديه تسجيل جميل جدًّا للرقية الشرعية فاستفد منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً