الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حكة شديدة، فهل هي علامة على إصابتي بالجدري؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الحكة الشديدة في جميع أنحاء جسمي، وأخشى أنني قد أصبت بالعدوى من جارتنا التي كانت مصابة بالجدري المائي، فقد أرسلتني أمي للسلام عليها، حيث أنها تعافت من مرضها منذ أسبوع، ومن يومها وأنا أحك جسمي، فما سبب الحكة؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ snow حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعانين منه هو ما يعرف بالارتكاريا أو الشرى، وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات، واحمرار، وحكة، أو وخز، وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى، وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، واضطرابات، وألم بالبطن، ويوجد نوعان رئيسان من الارتكاريا التقليدية:

النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات، أو الأغذية المحفوظة مثل: (السمك والبيض، والمكسرات، والكيوي، و ...)، أو تناول بعض العلاجات، ومن أهمها المضادات الحيوية، والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات، وبالأخص النحل والدبابير، وهذا ما أعتقد أنك تعانين منه في الوقت الحالي.

النوع المزمن: يلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الارتكاريا عرضا أو جزءاً من أعراض بعض الأمراض المناعية، مثل: الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية، مثل: أمراض الغدة الدرقية.

وتوجد بعض أنواع الارتكاريا أو الشرى غير التقليدية، أو ما يعرف بالارتكاريا المادية أو الفيزيائية، مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء، أو الضغط على الجلد، أو بداية التعرق، وتغير درجة حرارة الجسم.

العلاج يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث، ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة، ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل، أو مرضٍ رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها، وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الأول، وسبب حدوثه، وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة، وفحص الجلد، وطلب بعض الفحوصات المعملية، أو الإجراءات الأخرى اللازمة، وتوجد بعض العلاجات الأخرى على حسب استجابة المريض.

أما بالنسبة للجدري المائي:
فهو معد قبل يومين من ظهور الطفح الجلدي، وتستمر العدوى حتى تتقشر الفقاقيع الموجودة، والعدوى إما أن تكون عن طريق الاستنشاق -العدوى المنقولة جوا- عن طريق الجهاز التنفسي، أو عن طريق التلامس، وهو من الأمراض المعدية بشكل كبير للأشخاص المستعدين للإصابة، وهم من لم يصابوا بالعدوى من قبل، أو من لم يأخذ التطعيم اللازم، وفي العادة تظهر العدوى بعد أسبوعين من التعرض للشخص المصاب، وراقبي نفسك إذا ظهر أي طفح جلدي، أو ارتفاع في درجة الحرارة، وفي هذه الحالة يجب التوجه فورا للطبيب، لأن الجدري المائي تكون شدته أكثر عندما يصيب الكبار، ومن الممكن أن يترك أثرا إذا لم يتم العلاج بفاعلية، والعلاج يكون فعالا بشكل كبير إذا تم تناوله في أول 48 ساعة من ظهور المرض.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً