الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي ينظرون إلى كلام الناس ولا تهمهم سعادتي

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اخترت شريك حياتي وهو شخص مطلق، أخبرت أهلي عن الموضوع وإلى الآن يحاولون إبعادي عنه، وأنا لا أستطيع أن أبعد عنه وأريده شريك حياتي، وأنا إلى الآن متمسكة به، والمشكلة هي أهلي فهم ينظرون إليه على أنه مطلق وأني سأكون غير سعيدة معه، بل ينظرون إلى كلام الناس ولا تهمهم سعادتي، أريد أن أخرج من بيت أهلي سعيدةً معه، لا أريد أن أصل إلى الحل النهائي الذي حلله الإسلام.
أرجو مساعدتي في أن أتعدى هذه العقبة ولا أخسر أهلي، وأن نكون من نصيب بعض إن شاء الله.
والسلام عليكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة /رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يقدر لك الخير، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي يكون عوناً لك على طاعته ولا تخسرين أهلك بسببه.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإن الشرع قد أعطاك الحق في اختيار شريك حياتك؛ بشرط أن يكون صاحب خلق ودين ومن عائلة محترمة، وكونه مطلق ليس عيباً، فكم من مطلق أفضل بكثير ممن لم يتزوج من قبل، ولا عبرة بكلام الناس، المهم أن يستحق هذه التضحية وأن يكون أهلاً لها، والمطلوب منك الاجتهاد في إقناع أهلك بالعدول عن موقفهم، ولا مانع من الاستعانة بالشخصيات التي لها تقدير واحترام من أهلك لمساعدتك في إقناعهم، وكذلك الدعاء والإلحاح على الله بأن يشرح صدورهم لقبوله زوجاً لك، وإذا استطعت أن تصومي بعض الأيام فأكثري من الدعاء فيها؛ لأن للصائم دعوة لا ترد، وكذلك قيام الليل خاصة قبيل الفجر فهذا أيضاً وقت مبارك، وفيه ينزل الملك جل جلاله إلى سماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله وينادي عباده ألا هل من سائل فأعطيه، فعليك بهذه الوسائل فإنها نافعة ومؤثرة إن شاء الله، ولا تتعجلي النتائج، ولا تتسرعي فأنت ما زلت صغيرة وأمامك فرص كبيرة ومناسبة، واحذري أن تقعي معه في أي شيء مما يغضب الله؛ لأن قيمتك في الاحتفاظ بشرفك وكرامتك وأدبك وأخلاقك، وأقل تفريط ولو في جلسة لوحدكما أو مجرد لمس يدك قد ينقص من قيمتك عنده، فاحذري من ذلك كله؛ لأنه حرام شرعاً ولن يبارك الله في زواج قام على علاقة محرمة أصلاً، وواصلي إقناع أهلك برأيك ومناقشتهم في ذلك بهدوء حتى يوافقوا، فإذا لم يوافقوا فأرى أن تتركيه حتى لا تغضبي أهلك وتقطعي رحمك، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً