الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحلم أحلاماً غريبة تحيرني ولا أجد لها تفسيرا، كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما سأقوله لا يشكل مشكلة فعلية بالنسبة لي، ولكن يحيرني جداً ولا أجد له تفسيراً، أحلامي غريبة، وقد قرأت أن للأحلام معناً هاماً بالنسبة للحياة، وأنها تعكس باطن الإنسان وتسمح باستنتاجات حول حالته النفسية والجسدية، ولكن أحلامي هذه لا أجد لها معنى.

تتموه الأشياء في أحلامي، فمثلا: أحلم أنني رجل من جنسية شرق آسيوية، أو رجل عجوز، أو قد أكون في الحلم فتاة شقراء، أو فتاة صغيرة، دائماً ما أتقمص آخرين في أحلامي، وأحياناً أكون بموقع المشاهد أو الكاميرا مع قصص محبوكة وغريبة، ولا تخطر ببالي أبدا، وليس لها علاقة بي أو بأشخاص أعرفهم بتاتاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى أن يجعل أحلامك خيرًا مُحققًا، وأن يجعلها بشرى خير، وعونا على فعل الخير، وإدراكًا وتصحيحًا لنمط حياتنا.

أيتها الفاضلة الكريمة: نحن لا نفسِّر الأحلام والرؤى، والذي ننصح به في مثل هذه الحالات هو تجاهل هذه الأحلام، واعرفي أن الأحلام من الشيطان، والرؤيا من الرحمن، كما قال -صلى الله عليه وسلم- وقد قرأ قوله تعالى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس:63] ثُمَّ قَالَ: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يُبَشَّرُهَا الْمُؤْمِنُ، هِيَ جُزْءٌ مِنْ ستَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، فَمَنْ رَأَى ذَلِكَ فَلْيُخْبِرْ بِهَا، وَمَنْ رَأَى سِوَى ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَهُ، فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا، وَلْيَسْكُتْ وَلا يُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا)، وقال: (الرّؤْيَا الصّالِحَةُ مِنَ اللّهِ، وَالرّؤْيَا السّوْءُ مِنَ الشّيْطَانِ، فَمَنْ رَأَىَ رُؤْيَا فَكَرِهَ مِنْهَا شَيْئاً فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَتَعَوّذْ بِاللّهِ مِنَ الشّيْطَانِ، لاَ تَضُرّهُ. وَلاَ يُخْبِرْ بِهَا أَحَداً. وَإِنّ رَأَىَ رُؤْيَا حَسَنَةً فَلْيُبْشِرْ. وَلاَ يُخْبِرْ إِلاّ مَنْ يُحِبّ). والإنسان إذا ألقى اهتمامًا لمثل هذه الأحلام تتكاثف عليه، وهي ليست ذات معنى، وفي ذات الوقت تزيد من قلقه.

أيتها الفاضلة الكريمة: إذًا التجاهل هو المبدأ الأول، وقبل ذلك الحرص على أذكار النوم مهم جدًا، وأيضًا أريدك أن تُجري بعض التمارين الرياضية، وكذلك تمارين الاسترخاء، وتجنبي نوم النهار، وحاولي أن تنامي مبكرًا، ولا تشربي الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساءً، ويجب أن تكون وجبة العشاء خفيفة جدا ومبكرة، هذا يقضي على الأحلام المزعجة، ويُؤدي -إن شاء الله تعالى– إلى نومٍ هانئ.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً