الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق المخاوف والرهاب..أسبابه وعلاجه

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، عمري 35 سنة، مشكلتي بدأت منذ سن العاشرة، وكانت تنتابني نوبات فزع، وإحساس بالموت، وكنت دائما أذهب إلى المستشفى، ثم لا يجدوا عندي شيئا، وبعدها تطور الأمر، وأصبحت أعاني من عدم انتظام في ضربات القلب، فأحيانا تسارع، وأحيانا تباطؤ، وكنت أذهب إلى المستشفى، وكانوا يقولون: أنت لا تعاني من شيء.

مع مرور الوقت أصبحت مشكلة قلبي مستمرة، وتأتيني نوبات التباطؤ أو التسارع أكثر من مرة في اليوم، وقد ذهبت إلى كثير من الأطباء، ولكن بدون فائدة تذكر، وبعدها جاءتني منذ أربع سنوات نوبة، استمرت يوما كاملا، فأدخلت المستشفى، وتم تشخيص الحالة: أن قلبي يضطرب بشكل خاطئ، وقالوا لي: أنت تعاني من ارتجاف الأذنين، وقد تعالجت مدة سنة ونصف السنة عند الدكتور، ولكن بدون أي نتيجة، حتى إنه يئس من حالتي.

ذهبت بعدها إلى الكثير من الأطباء، وعملت فحصا للغدة الدرقية، وصورة للقفص الصدري، والكثير من التحاليل، ولكن بدون أي فائدة، فدائما أنا لا أعاني من أي مرض.

علما أني دائما مكتئب، ولا أعمل ولا أتحرك كثيرا؛ لأني عندما أبذل جهدا أحس أن قلبي يدق بشكل خاطئ، ودائما أحس أني سأموت، وأعاني من الرهاب الاجتماعي بشكل كبير، فما الحل؟ وما مرضي؟ علما أني أعاني من توتر وحزن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قلق المخاوف شائع جدًّا أخي الكريم، وهو متداخل جدًّا، هنالك من يجد لديه الخوف الاجتماعي، هنالك الخوف من الأمراض، وهنالك الخوف من ركوب الطائرات، وحتى هناك من لديهم الخوف من الحشرات، وهكذا.

والمخاوف قد تتغير وقد تتبدل، وكما ذكرت لك هي متداخلة، وكثيرًا من الناس يبدأ الأمر عندهم بنوبة قلق حادة جدًّا، أو ما نسميه بنوبات الهرع أو الفزع، وهذه تكون هي الأساس، هي المنطلق، هي القاعدة التي رسَّخت للمخاوف.

فحالتك -إن شاء الله تعالى– بسيطة، حالة معلومة، وعلاجها يتمثل في التجاهل التام، والأفكار مهما كانت مستحوذة يجب أن تبنِي قناعات جديدة أن هذا مجرد قلق، وليس أكثر من ذلك، وألا تدع مجالاً للفراغ، وتُحسن إدارة الوقت، لأن المخاوف والقلق يتراكم طاقة، ويؤدي إلى احتقانات نفسية شديدة، خاصة إذا كان الإنسان لديه فراغ، ولا يستغل وقته بصورة فعّالة.

ممارسة الرياضة بكل أسف يتجاهلها الكثير من الناس، بالرغم من فعاليتها المطلقة في علاج مثل هذه الحالات، فاحرص عليها، وكذلك تمارين الاسترخاء نراها ضرورية جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015) أرجو أن ترجع إليها، وتحاول أن تطبق ما بها.

وقطعًا تناول دواء مضاد لقلق المخاوف يعتبر أمرًا مهمًّا ومُكمِّلاً فيما ذكرناه لك من إرشاد نفسي، وأنت تعيش في الأردن، والحمد لله بها خدمات طبية نفسية متميزة، فأرجو أن تذهب إلى الطبيب النفسي للمزيد من الإرشاد والتوجيه، وليصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف.

من أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، وعقار يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، وكذلك عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، وكلها -إن شاء الله تعالى– سليمة، ويجني الإنسان فائدتها بصورة ممتازة جدًّا، إذا التزم بالجرعة والمدة العلاجية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً