الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حب امرأة متزوجة لأخرى غير متزوجة والدعاء لها في الصلاة

السؤال

السلام عليكم
أنا متزوجة وتوجد إنسانه أحبها كثيراً وأكثر مما تتصورون، أحب أن أدعو لها في صلاتي مثلما أدعو لأهلي، فماذا أقول في دعوتي أولاً؟ وثانياً هل حبي الشديد لها حرام، علماً بأنها غير متزوجة وأنا كابنتها؟
أرجو إفادتي لأن حبها في قلبي كبير ويعذبني، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يعين الجميع على طاعته وحسن عبادته، وأن يجعل حبنا فيه وبغضنا من أجل مرضاته وبعد،،

فإن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، وكل صداقة وأخوة لا تبنى على هذا الأساس تنقلب يوم القيامة إلى عداوة قال تعالى: ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67] فالحب المطلوب هو ما كان من الطاعة، والمؤمن لا يصاحب إلا مؤمناً.

أما الحب الذي يكون بين الناس فقد يكون لجمال الشكل أو لامتلاء الجيب أو للتشابه في الصفات والتوافق في طريقة التفكير ولون الحياة، والمؤمنة تجعل حبها لله أولاً ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم، حتى يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهما، ولا مانع من أن يحب الإنسان والديه ومن تربطهم به صلات القرابة والمصاهرة، ثم نحب الآخرين بمقدار ما عندهم من طاعة لله.

ولابد من التوازن والاعتدال فكل شيء يزيد عن حدة ينقلب إلى ضده كما قيل، وإذا أحبت المؤمنة أختها فمن السنة أن تعلمها بذلك، وأن تجعل هذه المحبة وسيلة للنصح والإرشاد وليس للمجاملة والسكوت عن أخطاء من نحب، وأحسن من قال: أخاك أخاك من نصحك في دينك وبصرك بعيوبك، وهداك إلى مراشدك، وعدوك عدوك من غرك ومناك.

والصواب أن يكون الحب وفق الضوابط الشرعية وفي الحدود المقبولة ولا يجوز أن نحوله إلى إعجاب بمن نحب ونتشبه به حتى لو كان على غير الحق، وما ينبغي لقلب المؤمن والمؤمنة أن يشتغل بغير الطاعة والذكر، فإن العشق قد يوصل الإنسان إلى درجة الشرك والعياذ بالله، ولهذا لابد من مراجعة دوافع هذا الحب، ودرجة هذا الحب، وموقع هذا الحب بين محاب المؤمن، فإن كان لله وفي الله ومن أجل مرضاته، فقد وجبت محبة الله للمتحابين فيه والمتباذلين فيه والمتزاورين فيه.

أما بالنسبة للدعاء لمن نحب فلا مانع منه شرعاً وخاصة لمن له حق علينا وفضل ومنه مثل الوالدين والمعلمين، وإذا دعت المسلمة لأختها بظهر الغيب ردد الملك ذلك بمثل.
فنسأل الله العظيم أن يجعل حبنا فيه، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً