الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض جسدية مختلفة مع وسواس المرض، فما هذا الأمر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني الآن من تخدير في الرقبة والأكتاف، وليس آلاما في العظام، كما أعاني من ضغط في الرأس، ويكثر على الجبهة، وأحيانا أشعر بأن هناك شيء في الحلق.

وهذه الفترة أكثر من النوم؛ بسبب أني أشعر بأن عيني كما لو أنها سهرت لفترة طويلة، وأحيانا أشعر بسرعة -ولكنها ليست كبيرة- في ضربات القلب، ولا أستطيع التحديد هل هناك ضيق حقيقي في التنفس؟ فأنا أتنفس بسهولة.

مع العلم أني أدخن، وما زلت طالبا في الجامعة، وأنا الآن في فترة امتحانات، وأعاني من وساوس من أني أصابني مرض، وبسبب هذه الوساوس لا أمارس المذاكرة باجتهاد كما عهدت، فهل ما لدي خطير، أم أن الأمر عادي؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لا تعاني من أي مرض، لا من مرض خطير ولا من مرض شديد، الأمر عادي جدًّا، الذي تعاني منه هو مجرد قلق بسيط، فأنت في فترة استعداد للامتحانات، ويظهر أنك شخص حسَّاس بعض الشيء، ولديك ميول للقلق وللتوتر، كما أنك تُضخم وتُجسِّم بعض الأمور العادية في الحياة. هذا يجعلك تحسُّ بانقباضات عضلية تظهر في شكل تخدير في الرقبة والأكتاف، وما ذكرته من أعراض أخرى. الحالة بسيطة جدًّا، الحالة هي قلقية وليس أكثر من ذلك.

أقول لك: كن مطمئن القلب، اسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، حاول أن تنام مبكرًا، عليك بالاسترخاء، خاصة من خلال تطبيق تمارين التنفس المتدرج: اجلس على كرسي مريح، أو يمكنك أن تستلقي على السرير، أغمض عينيك، افتح فمك قليلاً، تأمَّل في شيء وحدث جميل، ثم قل: (بسم الله الرحمن الرحيم) في سرك، بعد ذلك خذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، اجعل صدرك يمتلأ بالهواء، ثم أمسك على الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، أيضًا إخراج الهواء يجب أن يكون ببطء وقوة. كرر هذا التمرين بكل خطواته خمس مرات متتالية صباحًا ومساءً، سوف تجد فيه -إن شاء الله تعالى– خيرًا كثيرًا.

كن إيجابيًا في تفكيرك، الحمد لله تعالى أنت في مرحلة التأسيس للحياة، مرحلة الطلابية هذه هي مرحلة تأسيس عظيمة، والإنسان حباه الله بطاقات كثيرة جدًّا، فحاول أن تستفيد منها، والتفكير الإيجابي -إن شاء الله تعالى– يُنسيك كل الذي تعاني منه، والترتيب الغذائي المتوازن، والنوم المبكر، والحرص على الصلاة، وأن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، هذا فيه خير كثير وكثير لك جدًّا.

تناول دواء بسيط مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) بجرعة كبسولة واحدة ليلاً، وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا، تناولها لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء، أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيًا جدًّا، وبعد أن تنتهي من الامتحانات لا مانع مثلاً أن تذهب للطبيب –أي طبيب، طبيب عمومي، طبيب الباطنة – وقم ببعض الإجراءات والفحوصات الطبية العادية، هذا يطمئنك كثيرًا إن شاءَ الله تعالى.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً