الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالخوف من التحدث مع المسؤولين، أريد علاجًا سلوكيًا

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة تؤرق حياتي منذ سنين، حيث لا أدري إن كان تشخيصه بالرهاب الاجتماعي، المهم أني أعاني في عملي مع زملائي، حيث لا أستطيع البدء في الحديث، أو أجاريهم فيه، وأحس دائمًا بالنقص، وهذا يحدث أيضًا مع الأشخاص الذين لا أعرفهم، بالإضافة إلى الخوف من التحدث مع المسئولين كالمدير، أو رؤساء المصالح الذين أتعامل معهم، بالإضافة إلى أني لا أتقن الفرنسية، وهي اللغة أكثر تداولا في الإدارة الجزائرية.

بالإضافة أني أشعر بوساوس حين أسير في الطرقات أشعر أن الناس تراقبني عند قيامي بأي عمل، لقد بحثت عن العلاج السلوكي في الانترنت، وقمت بعدة محاولات كأن أتخيل أني مع الأشخاص الذين أخافهم كالمدير، وأنا أتحدث معهم، وحتى في الواقع أرغم نفسي على الاختلاط، والتحدث مع المسؤولين، لكن دون جدوى.

وسؤالي: هل هناك علاج دوائي وسلوكي لهذه الحالة؟ وبما تنصحونني به؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ rachid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه يعرف بالخوف، أو الرهاب الاجتماعي، استمر في نفس برامجك السلوكية، وهي أن تُصرُّ على التفاعل، والاختلاط مع الآخرين، وهؤلاء المدراء وغيرهم – أيها الفاضل الكريم – دائمًا تصور أنهم بشر مثلك، كل المطلوب هو أن يكون هنالك نوع من الاحترام والتقدير، ليس أكثر من هذا، لا رهبة، لا خوف، لا وجل.

أخِي الكريم: تواصلك أيضًا مع الصالحين من الشباب سيكون مفيدًا لك، الإنسان حين يضع نفسه مع مجموعة يثق بها ويحس بالأمن والأمان وسطها، هذا يؤدي إلى دفع نفسيٍ كبيرٍ، يُعالج الرهبة الاجتماعية.

التطبيقات السلوكية التي تقوم بها هي تطبيقات جيدة، ودعمها بألا تتجنب أبدًا المواقف الاجتماعية، احضر المناسبات العادية كالأعراس، كالمآتم، زيارة المرضى في المستشفيات، المشي في الجنائز، الذهاب إلى المجمعات التجارية، الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، التفاعل رياضيًا مع مجموعة من الشباب، أن تمارس معهم كرة القدم مثلاً... هذا كله يدفعك دفعًا نفسيًا إيجابيًا.

أما بالنسبة للدواء فالدواء متوفر وموجود، وعقار يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، ويسمى تجاريًا (ديروكسات Deroxat) في الجزائر، يعتبر علاجًا مناسبًا جدًّا.

أنت لم تذكر عمرك، وعمومًا نحن لا نفضل استعمال الأدوية أبدًا في مَنْ تقلُّ أعمارهم عن الثامنة عشر، أحسب أن عمرك أكبر من ذلك، فإن كان كذلك فابدأ في استعمال الديروكسات بجرعة نصف حبة – أي عشرة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجرامًا – تناولها يوميًا بانتظام لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة ليلاً، تناولها بانتظام لمدة شهرٍ، بعد ذلك اجعلها حبتين ليلاً لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم أنقصها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ويمكن أن تدعم هذا الدواء بدواء آخر يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، والجرعة هي كبسولة واحدة من فئة خمسين مليجرامًا، تتناولها في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء.

التفكير الإيجابي، وممارسة تمارين الاسترخاء أيضًا هي من الإضافات الضرورية في حياتك، حتى تتخلص من هذه المخاوف تمامًا، اسعَ أيضًا لتطوير الذات، وتنمية ذاتك من خلال التفاعلات الاجتماعية، وأن يكون لك برامج وخطط مستقبلية، وأن تُحسن إدارة الوقت، وأن تكون كثير الاطلاع، وأن تُجالس الصالحين والعارفين من الناس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً