الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متزوجة ولم أحمل وأعاني من أكياس فما هذه الأكياس وما العلاج؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

متزوجة منذ سنتين ونصف، ولم يحدث حمل حتى الآن، عملت جميع الفحوصات ولم يثبت أني أعاني من مشكلة، وكنت قمت باستئصال كيس من على المبيض منذ سبع سنين من خلال عملية جراحية، وعندما تزوجت تابعت الكثير من الأطباء، وكلهم أجمعوا على عدم ظهور مشكلة بعينها، وأنه يجب عمل أشعة بالصبغة للتأكد من مدى سلامة الأنابيب.

قمت بالأشعة في شهر 9 الماضي، وظهر بالأنابيب انسداد طفيف جدا، ولن يسبب أي مشاكل -كما قال لي الطبيب- وبعد شهرين على مرور تلك الأشعة فوجئت بألم قوي في الحوض، ذهبت للطبيب وأخبرني بوجود أكياس دم على المبايض وفي الحوض، وأعطاني مضادا حيويا، وأخبرني: أنها ستزول فور نزول الدورة الشهرية.

بعد انتهاء الدورة صرفت -فعلا- أكياس الدم، ولكن ظهرت تحوصلات مياه داخل الحوض ليس لها مصدر -كما أخبرني طبيب النساء- وأنه يجب أن أقوم بعمل أشعة مقطعية بالصبغ على الحوض والبطن، مع العلم أنا لم أتناول أبدا أي منشطات منذ أن تزوجت، حيث إن تبويضي منتظم دائما.

قمت بعمل الأشعة وظهر فيها تجمعات المياه داخل الحوض، وأيضا ظهور كيس بجانب الكبد، ذهبت إلى دكتور جراحة، ودكتور باطنة، ودكتور كبد، ولا أحد يعلم مصدر هذه الأكياس، وقد أخبرني دكتور الجراحة: أنه يجب أن أقوم بعملية لاستئصال تلك المياه، وطبيب النساء رفض إلا بعد مرور 6 أشهر من عمل الصبغة، وأعطاني حبوب (جنرا) لمنع الحمل؛ حتى لا يحدث مضاعفات نتيجة وجود تلك المياه في الحوض، ودكتور الكبد طلب مني تحاليل للكبد.

أرجو إفادتي، ما العمل وما علاج تلك الأكياس؟ وما سبب ظهورها؟ وهل أنا أمشي في الطريق الصحيح أم هناك شيء علي أن أفعله؟

وشكرا لحسن اهتمامكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأكياس الوظيفية التي تتكون وتنمو وتكبر في البويضات التي لم تنفجر داخل المبايض، وتتجمع فيها السوائل أو دم، نتيجة وجود شعيرات دموية داخل الكيس، وحتى أحيانا تتكون في جراب البويضة بعد انفجارها وخروج البويضة منها, تؤدي إلى حالة من ضعف التبويض، ويزيد من تلك المشكلة وجود تكيس على المبايض PCOS، وهي حالة لا تستطيع البويضات الخروج من تحت جدار المبايض السميكة؛ وبالتالي يختل التوازن الهرموني، ويختل التبويض، وهذا يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، أو نزولها بشكل ضعيف، وهذا الأمر يؤدي إلى عدم حدوث الحمل، والعلاج -تقريبا- سواء للأكياس الوظيفية أو للتكيس متشابه، ولكن أحيانا تحتاج الأكياس الوظيفية إلى استئصالها جراحيا.

والكسل في وظائف الغدة الدرقية بالإضافة إلى ارتفاع هرمون الحليب من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف التبويض، ومنع الحمل، ولذلك يجب فحص هرمونات الغدة الدرقية TSH & Free T4 وفحص هرمون الحليب، وتناول العلاج المناسب حسب التحليل.

وكما هو معروف فإن السبب الرئيسي في حدوث التكيس أو الأكياس الوظيفية هو الوزن الزائد (وقد يحدث التكيس أيضا مع الوزن القياسي)، وبالتالي يمكنك تأجيل العملية الجراحية عدة شهور لاتباع برنامج علاجي وغذائي، يشمل الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة حتى ينقص الوزن في الشهور الستة القادمة، لمحاولة ضبط الهرمونات، وضبط الدورة الشهرية مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء لمدة 6 شهور، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الإنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في مساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية، ووقف التكيس.

ولعلاج الألم من خلال تناول حبوب منع الحمل ياسمين، أو كليمن لمدة 3 إلى 6 شهور، مع التوقف عند انتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج، تؤخذ مرتين يوميا من اليوم ال 16 من بداية الدورة، حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أخرى؛ حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر، مثل: total fertility ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، مع تناول حبوب Fesrose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور؛ لأنها مهمة لتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية، وهناك أيضا حليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، وفحص وظائف وإنزيمات الكبد أمر جيد، يمكنك إجراؤه؛ لأن تناول حبوب منع الحمل يحتاج إلى كبد سليم، مع متابعة تجمعات السوائل داخل الحوض بالسونار لمعرفة تطور حجمها، وهل ينقص الحجم والعدد أم تزيد؟ وفي نهاية تلك المدة يمكنك عمل التحاليل، وهي FSH - LH PROLACTIN- TSH- FREET4 - FSH- LH - DHEA - ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم ال21 من بداية الدورة، وعمل السونار على المبايض خصوصا في منتصف الدورة، وهي أيام التبويض، ومتابعة الحالة مع طبيبة متخصصة في هذا المجال.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً