الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق سبب لي عزلة ورهابا والعلاج لم يفدني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

ذهبت لطبيب نفسي بسبب حالتي المتدهورة منذ 13 سنة، وعمري الآن 28 سنة، وصف الدكتور الحالة بالقلق، وسبب حالتي انعزالي عن الناس، ليس لدي صاحب بالحي إلا قليل، عزوفي عن الناس والعزلة طوال كل السنين، إلى جانب التأتأة، أخاف أن أتكلم أمام الناس، ولا أعرف، ربما أقلق جدا أحس أن فمي مكبل.

منذ خمسة أشهر وأنا أتعالج عند الطبيب، أخذت سبرام وانرافيل باروكستين سيتابروام، وحالتي لم تتحسن إلى الآن، ومؤخرا شعرت بشعور هزة بأسفل رجلي مع رأسي أثناء المشي، قال لي الدكتور: اعمل تحليل دم cbc، فكانت نسبة الهيموجلوبين 13، عندي نسبة قليلة جدا من الأنيميا، أخذت فيتامين. هل أغير الدكتور النفسي؟ تعبت واحترت.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أبدأ وأقول لك: ليس هنالك ما يدعو أن تغيِّر الطبيب النفسي، فهذا الطبيب قد تفهمك لدرجة كبيرة، وأنت تفهمته، وهذا مهم جدًّا في بناء علاقات علاجية، لكن من حقك أن تسأل الطبيب عن تشخيصك، عن الطرق العلاجية، المآلات للحالة التي تعاني منها، وما هي طبيعتها، ولا بد أن تُنفذ البرامج السلوكية التي نصحك بها الطبيب، هذا مهم جدًّا، لأن العلاج الدوائي كثيرًا ما يكون علاجًا تكميليًّا وليس الأساسي، خاصة في مثل حالتك، حالتك هي واضحة جدًّا، بدأت معك الأمور بقلق نفسي، ثم هذا القلق جعلك تنعزل من الناس، قولك: أنك تحسُّ كأن فمك مُكبَّل، هذا شعور وسواسي نتج من الرهاب الاجتماعي الذي تعاني منه.

أنا أرى أنك محتاج لعلاجات سلوكية، والعلاجات السلوكية ليست صعبة كما يتصورها بعض الناس، لكنها تتطلب التزاما بتنفيذها، مثلاً: تمارين الاسترخاء، هذه تتطلب التزامًا، الصلاة مع الجماعة في المسجد، هذه تتطلب التزامًا، النوم المبكر، هذا يتطلب التزامًا، تجاهل الأعراض، هذا يتطلب مجاهدة كبيرة للنفس.

فإذًا الموضوع ليس الأدوية، الموضوع: التغيير يجب أن يكون منك أنت، ولا أريدك أبدًا أن تعيش في حسرة وتقول أنني قد ظللت مريضًا لمدة ثلاثة عشر عامًا، وقد ضاع عمري، لا، لا أسف على الماضي، ولا خوف من المستقبل، ومحبةً شديدة للحاضر، وأن تعيشه بأملٍ ورجاء وفعالية، هذا هو المبدأ الذي يجب أن تسير عليه، وهذا هو العلاج الصحيح.

الأدوية التي أعطاها لك الطبيب في مُجملها أدوية مضادة للقلق، مضادة للتوترات، ومضادة للخوف الاجتماعي.

اذهب إلى الطبيب، اعرض عليه أنك لم تتحسَّن، وأنك تريد المزيد من البرامج السلوكية، ويمكن أن يُغيِّر الطبيب الدواء مثلاً، عقار واحد يعرف تجاريًا باسم (مودابكس Moodapex) والذي يعرف باسم (سيرترالين Sertraline) ربما يكون هو الأمثل والأفضل بالنسبة لك.

بالنسبة لموضوع نُقصان الهيموجلوبين: هذه نسبة معقولة جدًّا، 13 جرام هي نسبة جيدة، ولا مانع من تناول الفيتامينات لمجرد إكمال العملية الغذائية المطلوبة.

لا تتعب، لا تحتر، الأمر واضح جدًّا، والتغيير يجب أن يكون منك أنت، وهو ممكن جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب ahmed haddou

    جزالء الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً