الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الخطوات العملية والمضمونة لترك العادة السرية؟

السؤال

السلام عليكم

أود أن أعرف ما هي الخطوات العملية والمضمونة لترك العادة السرية؟ فإني أخاف كثيرا من عواقبها في الدنيا والآخرة، وفي ذات الوقت مغرم بها!

أرجو الإفادة وأود أن أعرف كيف سيؤثر ما فقدته في عملية الاستمناء في الثلاث سنوات السابقة على حياتي؟ وكيف لي أن أتحاشى هذه الآثار؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في البداية الأمر يحتاج لنوع من الصدق مع النفس في وجود الرغبة الحقيقية لترك العادة السرية، فلو لم تكن هناك تلك الرغبة الصادقة فستكون هناك صعوبة في ترك تلك العادة، وهذا ما يشبه التدخين، فلو لم يكن للمدخن رغبة ملحة في ترك التدخين ما استطاع تركه، ومما يعين على تلك الرغبة الملحة الحقيقية هو معرفة الآثار السلبية للاستمناء، سواء من الناحية النفسية أو العضوية، وسواء على الفترة القصيرة أو البعيدة.

لو لم يرتدع الشاب من حرمة الاستمناء وغلبه الشيطان، وتكررت الممارسة فيكون الحل الآخر هو معرفة الآثار السلبية لها كي يتركها.

أرى أنه قد تمت الاستفاضة في تلك الآثار سابقاً، وسأجمعها لك بشكل سريع:
الآثار السلبية النفسية المؤقتة، وهي فقد الثقة بالنفس، والشعور بالإذلال، والخضوع للشهوة، وعدم القدرة على السيطرة على الشهوات، مما يولد نوعاً من الاهتزاز في الشخصية، وضعف الثقة، وتكرار إيلام النفس، وهو ما ينعكس سلبياً على الشاب الممارس للعادة، وبالتالي العكس يكون صحيحاً، فلو استطاع الشاب التحكم في نفسه وتهذيب شهوته وترك الاستمناء شعر بقوة العزيمة، والاصرار والقدرة على الإنجاز والتحصيل.

نأتي للآثار السلبية النفسية على المدي البعيد، وخاصة بعد الزواج، لو استمرت الممارسة حتى الزواج وهي التأثير على الرغبة الجنسية، وعلى الانتصاب من الناحية النفسية، بل وعلى القذف كذلك فالمخ يتعود على نمط محدد من الإثارة الجنسية برؤية أفلام مثيرة، ومداعبة القضيب حتى القذف، وهو ما يختلف تماماً عن الجماع الطبيعي، فتقع المشكلة النفسية.

نأتي للآثار العضوية، وتشمل احتقان البروستاتا، والالتهاب أيضاً، وكذلك تأخر أو سرعة القذف حسب كل حالة، وكذلك التأثير على الإثارة الجنسية، والانتصاب.

عليك بالبدء في استيعاب تلك الآثار السلبية، وكذلك معرفة الحكم الشرعي، ومن هنا تنطلق في القرار المهم بترك العادة السرية، ويسبق هذا صدق التوكل على الله ودوام الدعاء، والتضرع إلى الله أن تتخلص من تلك العادة.

تبدأ بعد ذلك في ترك المثيرات الجنسية، والتزام غض البصر وتجنب الاختلاط، والحرص على الصوم والرياضة المنتظمة المجهدة، وشغل الوقت بطلب العلم والعمل، والطاعات من الصلوات الخمس في المسجد، ومن الصوم والذكر وتلاوة القرآن وطلب العلم الشرعي، والدنيوي.

مع تجنب أي موقف قد يؤدي للإثارة الجنسية من اختلاط مع النساء أو الاطلاع على مواقع مثيرة أو أفلام مثيرة وتجنب التفكير المتعمق في الجنس، وتجنب الاختلاء بنفسك كثيراً أمام التلفاز أو النت.

مع الوقت ومع التوقف عن العادة السرية، والحرص على الرياضة المنتظمة والتغذية الجيدة تتحسن الأمور، وتعود للوضع الطبيعي، وبالتالي تتفادي تفاقم الوضع، ومع مرور الوقت ومع اقتراب الزواج تعود الأمور للوضع الطبيعي المطلوب، بإذن الله، فلا تفكر مجدداً فيما ما مضي من سنوات في ممارسة الاستمناء، فهذا لن يفيد في شيء إلا أن يساعدك على تركها في المستقبل.

لا تقلق من الآثار السلبية التي قد تكون حدثت، فمع الوقت والنصائح السابقة تتحسن الأمور، وتكون طبيعياً تماماً بإذن الله، عند الزواج، خاصة كلما كان التوقف عن الممارسة مبكراً قبل الزواج.

وللفائدة راجع أضرار هذه العادة السيئة: (2404 - 38582428424312 - 260343)، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 - 55119)، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312)، ووسائل زوال آثار العادة السرية: (24284 - 17390 - 287073)، ومنهج للتغذية والرياضة لإزالة آثار العادة: (230754 - 2111766).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً