الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفكار السلبية تلصق بذهني ولا أستطيع إزالتها وتؤثر علي

السؤال

السلام عليكم

لدي حالة نفسية، وهي أن أي فكرة سلبية تأتي على ذهني تبقى ملاصقة لذهني، وأعرف أنها سلبية، ولكن لا أستطيع إزالتها، وأبقى أفكر بها، وتؤدي إلى الاكتئاب، ولا أستطيع ممارسة حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك نظريات للاكتئاب، أحدها: نظرية تُسمى بالنظرية المعرفية، أي أن الإنسان قد تتسلط عليه فكرة سلبية يجد صعوبة جدًّا في إزاحتها، وهذه الفكرة السلبية تكون متأصلة في بعض الأحيان، وينظر الإنسان إلى نفسه كجسدٍ بلا روح، وأنه غير فعّال، وأن المستقبل مُظلم، وأن الحاضر لا فائدة فيه، وأن الماضي مؤسف، وأن كل ما حوله لا يُفيده.

أخِي الكريم: هنالك عالمٌ معرفي كبير يُسمى (آرون بك) ولا زال حيًّا، وهو في التسعينات من عمره الآن، رأى أن الاكتئاب في الأصل تُسببه هذه الأفكار السلبية، يعني أن اضطراب المزاج ليس هو البداية، ليس هو الأساس، إنما الفكرة السلبية حين تأتي تتسلط على الإنسان، ولذا تجعله يكتئب، لذا يقول (بك) وعلماء السلوك الآخرون: أنه من الأفضل لنا أن نستبدل الفكرة السلبية بفكرة إيجابية، مثلاً: إذا فكرت في الموت، هنالك الحياة، إذا فكرت في المرض، هنالك الصحة، إذا فكرت في الحروب، هنالك السلام، وهكذا، ويبدأ الإنسان في إجراء هذا التحليل النفسي، واستبدال هذه الأفكار.

في ذات الوقت يرى علماء السلوك أن الإنسان هو عبارة عن مثلث، ضلعه الأول الأفكار، ضلعه الثاني المشاعر، وضلعه الثالث الأفعال. وحين تكون الأفكار سلبية سوف تكون المشاعر سلبية، وهذا يؤدي إلى افتقاد الفعالية، يعني أن ضلع الفعالية أيضًا قد تعطَّل، لذا يرى العلماء أن الإنسان حتى يخرج من هذه الحالة يجب أن يُفعِّل ضلع الأفعال والأعمال، يعني يُجبر نفسه على أن يُدير وقته بصورة فاعلة، وألا يتقاعس، ألا يتكاسل، أن يؤدي ما عليه من عمل، من واجبات، من تواصل اجتماعي، من عبادات، من ترفيهٍ عن النفس.

حين يقوم الإنسان بهذه الأفعال سوف يتبدَّل فكره وتتبدَّل مشاعره. معادلة بسيطة، لكنها جميلة، ومثبتة علميًا.

حاول -أخِي الكريم– أن تطبق ما ذكرته لك، وفي ذات الوقت يمكنك أن تتناول أحد الأدوية المحسِّنة للمزاج. عقارا يعرف باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) دواء ممتاز جدًّا. إذا كان عمرك أكثر من سبعة عشر عامًا هذا الدواء يعتبر مثاليًا وسليمًا جدًّا في حالتك، الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم، تتناولها بعد الأكل لمدة شهرٍ، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها كبسولة واحدة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخِي الكريم: لا بد أيضًا أن تُغيِّر نمط حياتك، وذلك من خلال أن تمارس الرياضة، أن تصل رحمك، أن تؤدي عباداتك على الوجه الأكمل –كما قلت لك–، خاصة الصلاة مع الجماعة، أن تمارس الرياضة، أن تنام مبكرًا، أن يكون هنالك توازن غذائي –هذا مهم جدًّا- وأن تضع خططًا وأهدافًا، خططًا وأهدافًا قصيرة الأمد، ومتوسطة الأمد، وبعيدة الأمد، وتضع الآليات التي تُوصلك إلى هذا.

أخِي الكريم: الحاضر مهم، حتى لا تفقد الحاضر؛ لا تخف من المستقبل، ولا تأسَ على الماضي، كله خير -إن شاء الله تعالى- ولله الأمر من قبل ومن بعد.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق سيف

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً