الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دورتي مضطربة مع نزيف مستمر من بعد الدورة حتى موعد الدورة الثانية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةً أشكركم على جهدكم الرائع، بارك الله فيكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا امرأة متزوجة، عمري 28 سنة، طولي 164 سم، ووزني 87 كلغ، منذ سن البلوغ وحتى سن السابعة عشر ودورتي كانت منتظمة، لم أعاني من أي اضطراب، ثم بعد ذلك بدأت معاناتي مع الدورة، أصبحت تأتيني أكثر من مرة في الشهر تقريبا ولا تنقطع، وفي بعض الأحيان تستمر أكثر من شهر متواصل.

ذهبت ﻷطباء كثر، أعطوني أدوية كثيرة على مدار السنوات، مثل: ستيرونات، وسيدولت نور، وميكروسيبت، وأدوية كثيرة كلها هرمونات لا أذكرها، تعبت من الأدوية، ولم تعد لدي رغبة في الذهاب للأطباء لأنهم لا يفيدونني بشيء، فعند تناولي الأقراص تتحسن حالتي، وبعد الانتهاء منها يرجع النزيف مرة أخرى.

قمت بعمل أشعة تلفزيونية وأخبرتني الطبيبة أن لدى تكيسات بسيطة على المبايض، وأخبرني طبيب آخر أن لدي تكيسا، ووصف لي حبوب منع الحمل لمدة ستة أشهر اسمها ميكروسيبت، هذه هي المرة الوحيدة التي تناولت فيها علاجاً وترك أثراً بعدما تركته، فقد ظلت دورتي منتظمة عاماً كاملا، ولكن هذه الحبوب كانت تسبب لي وخزات شديدة وآلاما في الناحية اليسرى مكان القلب طوال فترة تناولي لها، خفت هذه الأعراض كثيراً بعدما تركت هذه الحبوب، وقد تناولتها لستة أشهر كاملة.

بعد هذا العام بدأت تظهر لدي أعراض غريبة، بدأت أرى بعد أسبوع من انتهاء الدورة دما متجلطا ينزل مني ويستمر حتى موعد نزول الدورة التي تليها وبدأت دورتي تضطرب وأيامها تزيد، ربما استمرت أكثر من عشرة أيام.

أنا خائفة جدا من هذا الدم المتجلط، وهذه الأعراض الأخيرة مستمرة معي منذ عامين ونصف تقريبا، منهما عام ونصف قبل زواجي وعام بعد زواجي.

بعد زواجي لم يتغير الأمر، بل عانيت كثيرا، زوجي لم يمكث معي سوى فترة قصيرة جدا وسافر، عانيت بعد الزواج من تشنج مهبلي بسبب تعرضي للخياطة بعد فض البكارة، وبسبب ظروف سفر زوجي لم يحدث جماع إلا قليلا جدا، وكان يحدث لي نزيف ثاني يوم من الجماع، وأصبح لدي ألم شديد في أسفل ظهري لم يكن موجودا قبل زواجي، وألم في ثديي أيضا لا يزول إلا بعد نزول الدم.

وزوجي سيعود من السفر بعد أشهر قليلة، وإجازته لا تتعدى الثلاثة أشهر فقط، وما زال النزيف مستمراً، رغم أنني أشرب البردقوش، ولكن دون جدوى، فهل أنا مصابة بمرض خطير؟ وهل لحالتي علاج؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

التكيس على المبايض، وغزارة الدورة الشهرية، أمراض تعاني منها الكثير من السيدات، وهي تؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية، والسبب الرئيسي في التكيس هو الوزن الزائد، ولذلك فإن إنقاص الوزن في الشهور الستة القادمة هو الحل النهائي لكل معاناتك -إن شاء الله-.

والتكيس حالة لا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبيض السميك وتتحوصل بالداخل؛ مما يؤدي إلى ضعف التبويض، وبالتالي اضطراب في الهرمونات، وتأخر الدورة الشهرية، وعدم انتظامها، ويصبح هرمون الأستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى غزارتها، ونزول الدم المتجلط من كثرة النزيف، ومع هذه الحالة من التكيس يحدث ارتفاع في هرمون الحليب، وهذا الارتفاع هو الذي يؤدي إلى الألم، والثقل في الثديين، ثم يقل الثقل والوخز بعد الانتهاء من الدورة الشهرية، ويرتفع أيضا هرمون الذكورة بسبب ارتفاع هرمون الأنسولين بسبب السمنة، وهذا الارتفاع في هرمون الذكورة، يؤدي أيضاً إلى اضطراب الدورة الشهرية، وإلى ظهور الشعر في الوجه، والذقن، والبطن، والصدر، وحب الشباب.

وكسل الغدة الدرقية من الأمور التي يجب البحث عنها وعلاجها، وبالتالي يجب تحليل وظائف الغدة الدرقية TSH & FREE T4، وفحص هرمون الحليب Prolactin، وفي حالة تشخيص الكسل في الغدة، أو ارتفاع هرمون الحليب، يجب أخذ العلاج المناسب، وإنقاص الوزن عنصر أساسي في العلاج، وذلك من خلال عمل حمية غذائية جيدة، وأكل الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصاً الحبوب مثل: الشوفان، وجنين القمح، والفول النابت، وتلبينة الشعير المطحون، التي تعطي الفيتامينات والألياف المطلوبة لعلاج الإمساك وتقوية الدم، مع تناول المشوي من السمك والدجاج، والخضروات، والسلطات، مع البعد عن الحلويات، والسكريات، والتي لا تعطي الإحساس بالشبع مطلقا، هذا بالإضافة إلى ممارسة الرياضة التي تحرق الدهون الزائدة في جسم الإنسان.

ولتنظيم الدورة، يمكنك تناول حبوب منع الحمل مثل: ياسمين أو كليمن في الشهور القادمة، قبل أن يعود زوجك من السفر، كما كنت تتناولينها في السابق، ثم التوقف عنها، وتناول حبوب دوفاستون أقراص Duphaston 10mg، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي لا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل، وتؤخذ قرصاً واحداً مرتين يومياً، من اليوم 16 من بداية الدورة، وحتى اليوم 26 من بدايتها، ثم تتوقفين عنها حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أخرى، حسب انتظام الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية التي قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية مثل: total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضاً حبة واحدة يومياً، مع تناول حبوب Ferose F التي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد، وأخذ حقنة فيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنها مهمة لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، والاستمرار على تناول أعشاب البردقوش، والمرامية، وحليب الصويا، والخضروات، وكل ذلك يساعد على التبويض الجيد، ويحسن عمل المبايض، لما لها من بعض الخصائص الهرمونية، مع تركيز الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة الشهرية؛ لأن الأسبوع الذي يلي الغسل من الدورة، والأسبوع الذي يسبق الدورة التالية، لا يحدث فيهما الحمل.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق زهراء

    أحسنت دكتوره جزاكم الله خير الجزاء

  • أوروبا اسراء بابكر المنصوري

    السلام عليكم اخي الفاضل اختي الفاضله انا اعاني من نفس هذه الاعرض والاخت لمن تحكي كأني انا البحكي والله لمن دمعتي نزلت لأني حاسه باليها يارب اجعل لينا الشفاء العاجل .

  • houda houda

    شكرا لكم انا ايضا اعاني من نفس الشيئ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً