الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمرار على الحب العفيف بدون رباط شرعي، ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم

عندي استفسار عن شيء معظم الناس يرونه حرامًا، وأريد أن أستفسر عنه.

أنا أحب بنتًا وهي تحبني، ولكن هناك شيء غريب، وهو أني لم أسمع صوتها، ولا قابلتها، ولا مسكت يدها، ولا كلمتها وجهًا لوجه، برغم أنها أمامي دائمًا، وفوضنا أمرنا لربنا.

والحب -كما سمعت- ليس حرامًا ما دام أنه لم يتعد حدود أننا نتقي ربنا في بعضنا، وأنا ناوٍ -بإذن الله- خيرًا، أن أتزوجها، وأعمل المستحيل لكي أصل لها، ونحن ننصح بعضنا بأن نحفظ القرآن ونصلي، ونقول الأذكار، ونسعى أن نقترب من ربنا أكثر.

هل لو استمررنا هكذا سيكون حلالًا، أم حرامًا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MOHAMED حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وإنما شفاء العي السؤال، ونحيي فيك الرغبة في البعد عن الحرام، وهكذا ينبغي أن يكون كرام الرجال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

الإنسان في الميل والحب لا يملك البدايات والتلاقي بين الأرواح، فهي جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولكن المؤمن إذا وجد في نفسه ميلا لفتاة فإن عليه أن يطرق باب أهلها، ويأتي بأهله ويطلبها رسميا، ويكون بذلك قد جاء للبيوت من أبوابها.

وإذا كان غير مستعد للزواج فيمكن أن تذهب الوالدة أو الأخت، أو أي واحدة من المحارم لأهل الفتاة وللفتاة؛ ليوصلوا رغبتك ورغبة أسرتك في الارتباط، وقد أدخلنا الأسرة؛ لأن الزواج ليس فقط بين شاب وفتاة، ولكنه رباط بين أسرتين، وكلما اتسعت دائرة التعارف والتوافق بين الأسرتين؛ زادت فرص النجاح.

أما أن تستمر العلاقة في الخفاء فهذا ما لا يريده الشرع، وليس فيه مصلحة لكما، وربما يكون ضياع وقت، كما أن الشيطان لن يترككما تتوقفان عند هذا المستوى الذي يدل على خير فيكما، بل هو يستدرج ضحاياه، فلا تتبعوا خطوات الشيطان.

وأرجو أن يعلم الجميع أن أي علاقة خارج الأطر الشرعية لا تصب في مصلحة الشاب ولا الفتاة، حتى لو حصل الارتباط والزواج بعد ذلك؛ لأن الشيطان الذي جمعهم على خطوط الشبكة العنكبوتية، هو هو الشيطان الذي سيغرس الشكوك في النفوس غدا.

وهذه وصيتنا لكم: بتقوى الله، ثم بضرورة حسم الموضوع ووضعه في إطاره الشرعي، ويمكنك حجزها عن طريق الوالدة، وفي هذه الحالة ننصحكما بتجميد العلاقة، ثم بإعداد نفسك لإكمال المراسيم.

نسأل الله أن يوفقكما، ويقدر لكما الخير، ويجمع بينكما على الحلال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً