الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ندمت على إساءتي للآخرين في الماضي، كيف أصلح علاقتي معهم؟

السؤال

السلام عليكم.

فعلت في الماضي أشياء كثيرة تسببت في حزن أشخاص، والآن أشعر بالندم الشديد، والذي يمنعني من الاستمتاع بالحياة، والبعض اكتشف ما فعلته، فأخرجني من حياته فورا؛ لما سببته له من أذى، والبعض الآخر أخرجني من حياته خوفا مني، وهناك مجموعة أخرى لا تعرف أنني السبب فما حدث لهم.

أصبحت أخاف أن يعلموا ويتركوني، فلم يعد لي سواهم، أصبحت أخشى من المستقبل، وأفضل البقاء في البيت لكي لا أراهم؛ لأنني أشعر بالذنب تجاههم، وأشعر أنني منافقة، وأخاف لو أخبرتهم أن أجلب لنفسي مشكلة، وأصبحت أخاف وأشعر أن الجميع يعلم بفعلتي، وأنهم يحتقرونني، ويكرهونني، كما أحتقر نفسي.

كما أنني أخاف أن أتعرف على أناس غيرهم فيصلهم ما فعلت، فيتركونني وحيدة، وأنا قد تعبت من الخسران، ماذا أفعل؟ أفكر أحيانا أن أصلح من نفسي، ولكن ما الفائدة، إذا كانت سمعتي بين الناس سيئة، وكيف لي أن أغير سمعتي بين الناس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونحيي فيك صحوة الضمير، ونشكر لك التواصل والاهتمام والسؤال، وأملنا في الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

رغم أننا لا نعرف ما حصل منك تجاه الآخرين، إلا أننا نؤكد لك أهمية التوبة لرب العالمين، والتوقف عن فعل الأذى، وكف الشر عن الآخرين، ونبشرك برحمة أرحم الراحمين، وأكثري من الحسنات الماحية، وقدمي الخير لمن نالوا منك الظلم، ولا مانع من طلب العفو ممن يمكن أن يتفهموا، وليس هناك داع لإخبار من تظنين أن إخبارك له، أو اعتذارك له، قد يترتب عليه مفسدة أكبر، واجتهدي في الدعاء لمن نالوا منك الأذى.

ولست بحاجة إلى أن تفضحي نفسك، وثقي بأن فعلك للحسنات ودخولك مع الصالحات، هو أقصر طريق لتحسين الصورة، والناس سيحكمون عليك بحاضرك، فاجعلي يومك أفضل من أمسك، واجعلي غدك أفضل من يومك.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، والعمل بطاعته، فإن ذلك مما يجلب الرضوان، وإذا رضي الله عن الإنسان، أمر جبريل أن ينادي في السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يلقي له القبول في الأرض، قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).

سعدنا بتواصلك، ونؤكد لك أن الأمور سوف تتغير إلى الأحسن -بحول الله وقوته-، فاطردي الوساوس، وتعوذي بالله من الشيطان، وكلما ذكرك بالماضي جددي التوبة؛ فإن ذلك مما يغيظ عدونا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً